يشهد هيكل القيادة العليا داخل جماعة الحوثي الإرهابية، ارتباكاً لافتاً مع تعذّر مباشرة رئيس الأركان الجديد يوسف المداني مهامه منذ تعيينه في 16 أكتوبر الماضي، في حين لا يزال وزير الدفاع في الجماعة محمد ناصر العاطفي في حالة صحية غير مستقرة منذ إصابته في الضربات الإسرائيلية أواخر أغسطس.
وأوضحت مصادر دفاعية لـ"ديفانس لاين"، أن المداني الذي خلف محمد عبدالكريم الغماري بعد مقتله في هجمات إسرائيلية في 28 أغسطس، لم يظهر في أي نشاط رسمي منذ تعيينه، مشيرة إلى أن الجماعة تكتفي بنشر بيانات مكتوبة باسمه، على غرار ما فعلته سابقاً مع الغماري لإخفاء مقتله حتى اكتمال الترتيبات الداخلية.
مصادر أخرى استبعدت أن يتمكن المداني من مباشرة مهامه "في المدى القريب"، مرجّحة أن يكون غيابه مرتبطاً بالاضطرابات داخل بنية القيادة الجهادية للجماعة.
وفي السياق، أكد مصدر دفاعي أن وزير الدفاع العاطفي لا يزال يخضع للعلاج منذ إصابته في الضربات الإسرائيلية نفسها التي أودت برئيس حكومة الجماعة وتسعة من وزرائها، مشيراً إلى أن حالته الصحية غير مستقرة، وأن معلومات موثوقة تفيد بأن إحدى قدميه تعرّضت للبتر.
وتلتزم الجماعة صمتاً كاملاً حول وضعه، مكتفية ببيانات بروتوكولية تحمل اسمه في وسائل إعلامها، فيما يعود آخر ظهور علني له وللمداني إلى اجتماع مع مهدي المشاط في 4 مايو الماضي.
وأكدت مصادر مطلعة على ترتيبات الجماعة الداخلية، أن وزارة الدفاع تُدار حالياً عبر شبكة من رجال الظل والمعاونين، بينما يجري توزيع بعض مهام رئيس الأركان على شخصيات بديلة.
ورغم تكليف المداني بمنصب رئيس الأركان، لم تُعيّن الجماعة بديلاً له في قيادة المنطقة العسكرية الخامسة التي يديرها منذ 2017 وتشرف على الساحل الغربي والبحر الأحمر.
وكشفت مصادر أخرى أن قيادة الجماعة اتخذت قرارات بإعادة توزيع عدد من المهام والمسؤوليات على قيادات "جهادية" ترتبط بعلاقات قرابة وثيقة بالقيادة العليا، في إطار ترتيبات أمنية وتنظيمية جديدة.
وذكرت أن ما يُعرف بـ"المكتب الجهادي"مركز القيادة والسيطرة، أصدر توجيهات بتسليم قواعد ومعسكرات ومخازن في صعدة، خصوصاً في منطقة مذاب، إلى القيادي جميل يحيى زرعة (أبو بدر)، قائد المنطقة العسكرية السادسة، بما في ذلك مهام يفترض أنها ضمن صلاحيات المداني.
تابع المجهر نت على X
