أثار الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها أعضاء من المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء، موجة إدانات واسعة عربياً ودولياً، وسط تحذيرات من تداعياته الخطيرة على أمن المنطقة وجهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة.
وفي أول رد رسمي، أصدرت وزارة الخارجية القطرية بياناً شديد اللهجة وصفت فيه الغارة بأنها "هجوم جبان"، مؤكدة أنها تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتهديداً مباشراً لأمن المواطنين والمقيمين، وشددت على أن الدوحة لن تتهاون مع ما سمّته السلوك الإسرائيلي المتهور.
وأدانت دولة فلسطين هذا الاعتداء، حيث اعتبره نائب الرئيس حسين الشيخ انتهاكاً خطيراً لسيادة قطر وتهديداً للأمن وللاستقرار الإقليميين.
بدورها أدانت المملكة العربية السعودية الاعتداء الإسرائيلي بأشد العبارات، واعتبرته هجوما غاشماً وانتهاكاً سافراً لسيادة دولة قطر الشقيقة، مؤكدة تضامنها الكامل ووضع إمكاناتها لمساندة الدوحة في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها.
وحذرت الخارجية السعودية في بيان لها من العواقب الوخيمة لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في تعدياته الإجرامية وخروجه على الأعراف والقوانين الدولية.
وفي السياق ذاته، وصف وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد الهجوم بـ"السافر" و"الخطير"، فيما أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة أنور قرقاش أن "أمن دول الخليج العربي لا يتجزأ"، معلناً وقوف بلاده قلباً وقالباً إلى جانب قطر.
كذلك شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على أن الاعتداء يمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وتهديداً خطيراً لأمن المنطقة، قائلاً إن "أمننا واحد ونقف مع الأشقاء في قطر ونتضامن معهم بالمطلق في أي خطوات يتخذونها ضد هذا العدوان".
وانضمت الكويت إلى موجة التنديد عبر بيان رسمي لوزارة خارجيتها اعتبرت فيه الغارة "عدواناً غاشماً يشكل تهديداً مباشراً للأمن والسلم الدوليين"، مؤكدة دعمها التام للإجراءات القطرية الرامية لحماية السيادة والأمن الداخلي.
أما سلطنة عُمان فأعربت عن تضامنها المطلق مع الدوحة، ووصفت الاعتداء بأنه "جريمة غدر وانتهاك صارخ للقانون الدولي".
كما أدانت وزارة الخارجية اليمنية الهجوم الإسرائيلي على الدوحة، واعتبرته انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر والقانون الدولي، مؤكدة دعمها الكامل لحق قطر في حماية أمنها، وداعية المجتمع الدولي لمحاسبة مرتكبي الاعتداء.
وأعلنت الرئاسة المصرية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإسرائيلي على قطر والذي وصفته بـ"العدوان الغاشم".
وشهدت العواصم العربية الأخرى مواقف مشابهة، حيث وصفت الخارجية العراقية الهجوم بأنه "عمل جبان وانتهاك صارخ للسيادة"، فيما أكدت الجزائر تضامنها "التام والمطلق" مع الدوحة، واعتبر الرئيس اللبناني أن الاعتداء يندرج في سياق "سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية التي تضرب الاستقرار في المنطقة"، كما اعربت الخارجية السورية عن إدانتها الشديدة لما وصفته بالعدوان الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية.
من جانبها، رأت أنقرة أن استهداف وفد حماس التفاوضي في الدوحة يثبت أن إسرائيل لا تسعى للسلام بل لإدامة الحرب، وأكدت وقوفها إلى جانب قطر.
أما طهران فوصفت الغارة بأنها انتهاك صارخ للقوانين الدولية، معتبرة أنها تمثل "تحذيراً من مخاطر تقاعس المجتمع الدولي".
وعلى الصعيد الدولي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن إدانته الشديدة للانتهاك الصارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها، مشيداً بالدور الإيجابي الذي لعبته الدوحة في جهود وقف إطلاق النار بغزة.
كما أدان وزير الخارجية النرويجي الغارة على منطقة سكنية في الدوحة واعتبرها "انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي"، مؤكداً رفض بلاده لأي اعتداء يهدد سيادة أي دولة.
في المقابل، اكتفت السفارة الأميركية في قطر بتوجيه رعاياها للبقاء في أماكنهم عقب سماع دوي الانفجار في العاصمة، من دون أن تدلي بموقف سياسي من العملية.
وكانت الدوحة قد شهدت، اليوم، انفجاراً عنيفاً في محيط الحي الثقافي كتارا، ترافق مع غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعاً لقيادات من حماس كانوا يناقشون مقترحاً لوقف إطلاق النار في غزة.
ووفقا لمصادر إسرائيلية، فقد طالت الضربة قادة بارزين بينهم خليل الحية وزاهر جبارين، في حين أكدت حماس أن وفدها نجا من محاولة اغتيال مباشرة.
ويأتي هذا التطور في اليوم الـ704 من الحرب الإسرائيلية على غزة، ليشكّل تصعيداً خطيراً ينقل المواجهة إلى الأراضي القطرية، ويضع علامات استفهام حول مستقبل الوساطة القطرية في المفاوضات.
تابع المجهر نت على X