كشف موقع إنتلّي نيوز الإسرائيلي أن أجهزة الاتصال اللاسلكي التي كان يستخدمها رئيس أركان ميليشيا الحوثي محمد الغماري وعدد من كبار قادته قد تكون لعبت دورًا حاسمًا في تحديد مواقعهم وتصفيتهم خلال الهجوم الأخير الذي أودى بحياتهم نهاية الأسبوع الماضي.
ووفقًا لما أورده الموقع، أظهرت صور وتوثيقات نشرت بعد مقتل الغماري أنه كان يستخدم جهاز اتصال تكتيكي من طراز Motorola TLR7، وهو جهاز مطابق للنوع الذي يُصنع في إسرائيل ويُسوّق أحيانًا في الصين تحت أسماء تجارية مختلفة، بعضها أصلي وبعضها مقلّد.
وأشار التقرير إلى أن هذا الاكتشاف أثار شكوكًا لدى دوائر استخباراتية حول احتمال أن تكون إسرائيل قد تمكنت من تتبع إشارات الجهاز وتحديد مواقع قادة الحوثيين، على غرار ما حدث في عمليات سابقة استهدفت قيادات من حزب الله وفيلق القدس الإيراني في لبنان وسوريا والعراق.
وأضافت مدونة إنتلّي تايمز الاستخباراتية، التي أجرت تحليلًا موسعًا حول نوع الجهاز، أن إسرائيل كانت قد استخدمت في عمليات سابقة تقنيات اختراق لأجهزة اتصال لاسلكي ونداء (بيجر) مشابهة استخدمها قادة حزب الله وإيران، ما مكّنها من تنفيذ ضربات دقيقة ضدهم.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل سبق أن كشفت عام 2018 عن أجهزة اتصال صينية كان يستخدمها قائد فيلق القدس قاسم سليماني وقادة الميليشيات الموالية لإيران، كما كشفت في عام 2022 عن استخدام "قوات الرضوان" التابعة لحزب الله لأجهزة Icom التي ساعدت على تحديد تحركاتهم.
وبناءً على هذه المعطيات، رجّح التقرير أن تكون الأجهزة اللاسلكية التي حملها الغماري وعدد من كبار القادة الحوثيين قد مكّنت إسرائيل من تتبعهم وتنفيذ الضربة الجوية الأخيرة في صنعاء، والتي استهدفت اجتماعًا لقيادات الحوثيين حضره رئيس الأركان نفسه، بعد أن نجا من محاولتين سابقتين لاستهدافه.
ورأى الموقع أن تكرار استخدام قادة الجماعات الموالية لإيران لأجهزة اتصال يمكن تتبعها يمثل ثغرة أمنية قاتلة استغلتها إسرائيل في أكثر من ساحة، من لبنان وسوريا إلى اليمن، ضمن ما يبدو أنه استراتيجية استخباراتية متكاملة لتصفية قادة المحور الإيراني عبر التكنولوجيا.
تابع المجهر نت على X
