صراع حوثي ينهش شركة "يمن موبايل" ويحيلها إلى مصدر لتمويل أنشطة الجماعة (تفاصيل)

صراع حوثي ينهش شركة "يمن موبايل" ويحيلها إلى مصدر لتمويل أنشطة الجماعة (تفاصيل)

تحوّلت شركة "يمن موبايل" للاتصالات، إلى خزينة مالية خاصة لقيادات جماعة الحوثي وميدان صراع شرس بين أجنحتها المتناحرة، وسط انهيار إداري ومالي وخدماتي غير مسبوق داخل الشركة.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن الجماعة أحكمت قبضتها بالكامل على مجلس الإدارة والإدارات التنفيذية لأكبر شركات الاتصالات في اليمن والتي تتخذ من صنعاء مركزا رئيسيا لها، وأقصت الكفاءات الوطنية، لتعيين عناصر موالية تفتقر إلى الخبرة لكنها ترتبط بولاء مطلق للقيادة الحوثية. وفقا لما نقلته صحيفة الشرق الأوسط.

وأوضحت المصادر أن إيرادات الشركة اليومية، التي تتجاوز مليار ريال يمني، تُحوّل إلى حسابات سرية تخضع لقيادات نافذة في الجماعة، بعيداً عن أي رقابة مالية أو مصرفية.

وأضافت أن الشركة دخلت مرحلة جديدة من التدهور منذ تعيين القيادي الحوثي عبد الخالق الحسام رئيساً لمجلس الإدارة، إذ عمد إلى سحب صلاحيات المديرين التنفيذيين وحرمانهم من الحوافز، لدفعهم إلى الاستقالة واستبدالهم بعناصر جديدة موالية.

وتتهم مصادر من داخل الشركة، القيادي الحسام بإنفاق مئات الملايين من أموال الشركة على مشروعات وهمية ونفقات شخصية تشمل سيارات فارهة وتأثيث منازل خاصة.

وتؤكد تقارير داخلية أن "يمن موبايل" فقدت أكثر من 15% من إيراداتها خلال أربعة أشهر فقط من تولي الحسام المنصب، مع تزايد شكاوى المشتركين من تراجع جودة الخدمة وانقطاع الشبكة حتى في صنعاء، بينما يُحرم الموظفون من رواتبهم وحوافزهم.

في المقابل، يتصاعد الصراع بين جناح الحسام المقرب من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وجناح أحمد حامد مدير مكتب الرئاسة الحوثية، الذي يسعى بدوره للسيطرة على موارد الشركة واحتكار أرباحها.

ويرى مراقبون أن ما يحدث في الشركة يعكس نموذجاً مصغراً لواقع الفساد والنهب داخل مؤسسات الحوثيين، التي تُدار كمزارع مالية بين الأجنحة، لا كمؤسسات وطنية تخدم المواطنين.

ودعم تقرير فريق الخبراء الأمميين الأخير هذه الاتهامات، مؤكداً أن الحوثيين يسيطرون كلياً على قطاع الاتصالات ويحيلون عائداته إلى تمويل أنشطتهم العسكرية والسياسية، ويستخدمون البنية التحتية للاتصالات في التجسس والقمع ومراقبة الناشطين والإعلاميين.

وبينما تتسع رقعة الفساد والانهيار داخل الشركة، يحذر موظفون في الشركة من "يمن موبايل" باتت رهينة كاملة لمشروع الحوثي المالي والأمني، وأن إنقاذها بات ضرورة وطنية لوقف النهب المنظّم الذي يهدد قطاع الاتصالات وحياة ملايين اليمنيين.