ضبط شحنة أسلحة ومنتجات إيرانية للحوثيين قُرب باب المندب (تفاصيل)

ضبط شحنة أسلحة ومنتجات إيرانية للحوثيين قُرب باب المندب (تفاصيل)

أعلنت الحملة الأمنية المشتركة في مديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج، الأربعاء، عن ضبط سفينة إيرانية من نوع "بوم" محمّلة بشحنة من الأسلحة والمعدات العسكرية ومنتجات إيرانية الصنع، كانت في طريقها إلى مناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية عبر البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب، أحد أهم الممرات البحرية في العالم، غربي اليمن.

وأكد مصدر أمني رفيع في الحملة، أن عملية الضبط جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق ومتابعة لتحركات السفينة منذ دخولها المياه الإقليمية، مشيرًا إلى أن وحدات خفر السواحل قامت باعتراضها وتفتيشها بدقة، وضبط ثمانية بحارة على متنها، يتبعون شبكة تهريب مرتبطة بقيادات حوثية وممولة من طهران.

وأوضحت المعلومات الأولية، أن المضبوطات شملت صواريح موجهة مضادة للدروع من نوع "كورنيت Kornet"، بالإضافة إلى قطع غيار ومعدات متقدمة خاصة بالطائرات المسيّرة، منها وحدات تشغيل ومحركات عالية الدقة وموصلات تحكم إلكترونية مطابقة للمواصفات العسكرية الإيرانية.

كما ضُبطت ثمانية صناديق أدوية إيرانية من إنتاج شركة "CinnaGen"، تحتوي على عقاقير متقدمة مثل دواء Pectuna Pertuzumab 420 mg / 14 mL المستخدم في علاج السرطان، إلى جانب مواد غذائية واستهلاكية من علامة "Kahnoosh" الإيرانية، ما يؤكد أن السفينة كانت تحمل غطاءً تجاريًا لتسهيل تهريب المواد المحظورة.

وتأتي هذه العملية لتكشف مجددًا حجم التورط الإيراني المباشر في تسليح الحوثيين، في تحدٍ صارخ للقرارات الدولية، خصوصًا قرار مجلس الأمن رقم (2216) الذي يحظر تزويد الجماعة بالسلاح.

وفقًا لتقارير استخباراتية غربية، تم اعتراض أكثر من 15 شحنة أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثيين منذ مطلع عام 2025 فقط، ضمن نمط متسارع لتهريب السلاح عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

ففي يوليو الماضي، أعلنت القوات التابعة للمقاومة الوطنية في اليمن عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية، بلغ وزنها أكثر من 750 طنًا من الذخائر والمعدات العسكرية، تضمنت صواريخ كروز ورؤوسًا حربية ومكونات طائرات مسيّرة.

وفي أكتوبر الجاري، ضبطت السلطات الأمنية في عدن 58 حاوية تجارية تزن (2500 طن) تحتوي على معدات عسكرية ومصانع متكاملة لإنتاج الطائرات المسيّرة وأجهزة التجسس والتشويش، جميعها قادمة من إيران باتجاه مناطق الحوثيين.

وتشير بيانات وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية (DIA) إلى أن الولايات المتحدة وشركاءها اعترضوا ما لا يقل عن 20 سفينة تهريب إيرانية بين عامي 2015 و2024، كانت محمّلة بمكونات صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة وآلاف البنادق الهجومية.

ولا يتوقف الدعم الإيراني للحوثيين عند حدود التسليح فحسب، بل يمتد إلى تهريب المخدرات التي ساهمت بتمويل الأعمال العسكرية للجماعة، ففي يوليو الماضي أيضا، ضبطت القوات اليمنية في البحر الأحمر شحنة مخدرات ضخمة قادمة من إيران، شملت 253 كغ من الحشيش و186 كغ من مادة الشبو (الميثامفيتامين).

وفي سبتمبر، أعلنت السلطات الشرعية كشف أول مصنع متكامل لإنتاج الكبتاجون والشبو في محافظة المهرة، وأكدت ارتباطه بشبكات تمويل يديرها الحوثيون بتنسيق مع الحرس الثوري الإيراني، بهدف تحويل اليمن إلى ممر ومصنع للمخدرات في المنطقة.

ويشير مراقبون إلى أن تزايد عمليات ضبط السفن الإيرانية مؤخرا، يشكّل رسالة ردع قوية، ويعيد التأكيد على قدرة الأجهزة الأمنية اليمنية وشركائها الإقليميين على قطع شريان الإمداد الإيراني للحوثيين.