دفعت جماعة الحوثي الإرهابية، خلال الأيام الماضية، بتعزيزات عسكرية كبيرة نحو محيط مدينة مأرب، في خطوة تنذر بتصعيد وشيك قد ينسف الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى استئناف العملية السياسية في اليمن.
ووفقًا لمصادر ميدانية، فقد توجهت عشرات الآليات التابعة للجماعة، محمّلة بالمقاتلين والأسلحة الثقيلة، إلى الجبهات الغربية والجنوبية لمأرب، خاصة في المناطق القريبة من خطوط التماس، ما دفع قوات الجيش الوطني إلى إعلان حالة الاستنفار القصوى.
وترافقت هذه التحركات مع تحشيدات إضافية في جبهات صرواح والبلق والكسارة، حيث باشرت الميليشيات الحوثية بناء تحصينات جديدة وزراعة ألغام في الطرق المؤدية إلى مواقع القوات الحكومية، في مؤشر على نوايا هجومية واضحة.
ويأتي هذا التصعيد الميداني في وقت تتكثف فيه الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار وتحريك المسار السياسي، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول أهداف الحوثيين من هذه التحركات، التي تُقرأ على نطاق واسع كمحاولة لفرض واقع عسكري جديد قبيل أي مفاوضات مرتقبة.
ويرى مراقبون أن استئناف الجماعة لتحركاتها العسكرية في مأرب يعكس تمسكها بالخيار العسكري، رغم ما قد يترتب عليه من تداعيات إنسانية خطيرة، في محافظة تعدّ واحدة من أكثر المناطق حساسية واستراتيجية في البلاد.
وكانت مأرب قد شهدت في عامي 2020 و2021 معارك عنيفة بين الحوثيين وقوات الشرعية، انتهت بفشل الجماعة في تحقيق اختراق عسكري نحو المدينة الغنية بالنفط والغاز، وتكبّدها خسائر بشرية ومادية كبيرة.
تابع المجهر نت على X