الخارجية السعودية: ضغط إماراتي على الانتقالي يهدد أمن المملكة واليمن

الخارجية السعودية: ضغط إماراتي على الانتقالي يهدد أمن المملكة واليمن

أعربت وزارة الخارجية السعودية، اليوم الثلاثاء، عن أسف المملكة لما وصفته بالخطوات الخطيرة التي قامت بها دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي ودفعها لتنفيذ عمليات عسكرية في محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرة ذلك تهديداً مباشراً للأمن الوطني السعودي، ولأمن واستقرار الجمهورية اليمنية والمنطقة.

وقالت الخارجية السعودية في بيان لها، إن هذه التصرفات لا تنسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا تخدم الجهود المشتركة الرامية إلى تحقيق أمن اليمن واستقراره، مؤكدة أن أي مساس بأمن المملكة يعد خطاً أحمر لن تتردد في مواجهته واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتحييده.

وجاء البيان السعودي عقب إعلان تحالف دعم الشرعية تنفيذ ضربة جوية محدودة في ميناء المكلا بمحافظة حضرموت، استهدفت دعماً عسكرياً خارجياً لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، بعد رصد دخول سفينتين قادمتين من ميناء الفجيرة الإماراتي إلى ميناء المكلا دون الحصول على تصاريح رسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف اللواء الركن تركي المالكي، أن السفينتين دخلتا الميناء خلال يومي السبت والأحد الموافقين 27 و28 ديسمبر 2025، وقامتا بتعطيل أنظمة التتبع الخاصة بهما، قبل إنزال شحنات من الأسلحة والعربات القتالية، في مخالفة صريحة لإجراءات التحالف.

وأشارت وزارة الخارجية السعودية إلى أن بيانها يأتي إلحاقاً لبيان سابق صدر في 25 ديسمبر 2025، بشأن الجهود التي بذلتها المملكة لاحتواء التصعيد الذي نفذه المجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الشرقية، وإشارة إلى بيانات مجلس القيادة الرئاسي اليمني وقيادة التحالف حول تحركات السفن المحملة بالسلاح دون إذن رسمي.

وأكدت المملكة في بيانها التزامها الكامل بأمن اليمن واستقراره وسيادته، ودعمها لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وحكومته، مجددة تأكيدها أن القضية الجنوبية قضية عادلة ذات أبعاد تاريخية واجتماعية، وأن معالجتها لا تكون إلا عبر الحوار ضمن حل سياسي شامل يشارك فيه جميع الأطراف اليمنية، بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي.

كما شددت الخارجية السعودية على أهمية استجابة دولة الإمارات لطلب الجمهورية اليمنية بخروج قواتها العسكرية من الأراضي اليمنية خلال أربع وعشرين ساعة، ووقف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف داخل اليمن، معربة عن أملها في أن تسود الحكمة ومبادئ الأخوة وحسن الجوار، بما يحفظ العلاقات الثنائية بين البلدين ويعزز استقرار المنطقة.

وتزامنت هذه التطورات مع إعلان رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة تسعين يوماً، وفرض حظر جوي وبحري وبري على المنافذ لمدة اثنتين وسبعين ساعة، باستثناء ما يصدر بتصريح من التحالف، مؤكداً عزمه حماية المدنيين وتصحيح مسار الشراكة ضمن تحالف دعم الشرعية.

كما أصدر العليمي قراراً رئاسياً بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وأمهل القوات الإماراتية ومنسوبيها مهلة أربعٍ وعشرين ساعة لمغادرة الأراضي اليمنية، في تصعيد غير مسبوق يعكس حجم التوترات المتصاعدة في المشهد اليمني والإقليمي.