الحوثيون يختطفون عشرات المدنيين عقب تطويق حي سكني في صنعاء

الحوثيون يختطفون عشرات المدنيين عقب تطويق حي سكني في صنعاء

صعّدت جماعة الحوثي الإرهابية، من إجراءاتها القمعية في العاصمة المختطفة صنعاء، عبر تنفيذ حملة أمنية واسعة طوقت خلالها حيًا سكنيًا واعتقلت عشرات المواطنين، في استمرار لسياسة القمع والترهيب وتكميم الأفواه التي تنتهجها بحق السكان في مناطق سيطرتها.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات أمنية تابعة للجماعة نفذت عملية اقتحام واسعة لحي الصعدي القريب من باب اليمن وسط صنعاء، حيث فرضت طوقًا أمنيًا مشددًا ومنعت حركة الدخول والخروج، قبل أن تداهم عددًا من منازل المواطنين بشكل متزامن.

وبحسب المصادر، شارك في العملية أكثر من ثلاثين طقمًا أمنيًا تابعًا لجهاز استخبارات الشرطة الذي يرأسه علي حسين الحوثي نجل مؤسس الجماعة، حيث نُفذت المداهمات من عدة مداخل للحي، في مشهد أثار الذعر والخوف بين الأهالي.

وأسفرت الحملة عن اعتقال نحو خمسين مواطنًا، من بينهم أبو همدان عبدالحميد الغفري، إضافة إلى شخص يُدعى محمد العفيري، دون إبراز أي أوامر قضائية أو توجيه تهم قانونية واضحة، ما يعكس الطبيعة التعسفية للاعتقالات التي تنفذها الجماعة.

وذكرت المصادر أن جهاز استخبارات الحوثيين وجه للغفري تهمة الانتماء إلى ما يُعرف بـ"أنصار المهدي" المرتبطين بحسن التهامي، فيما يرى مراقبون أنها تهمة تستخدمها الجماعة لتصفية خصومها العقائديين والسياسيين، خارج أي إطار قانوني.

ويُعد حسن التهامي، واسمه الحقيقي محمد عبده صلاح الحودلي، شخصية مثيرة للجدل ظهر في صنعاء خلال السنوات الماضية مدعيًا المهدوية، وتمكن من تشكيل تيار محدود، قبل أن تصطدم أفكاره بجماعة الحوثي التي رأت فيه تهديدًا عقائديًا وسلطويًا، ما دفعها إلى اعتقاله وأتباعه في حملات سابقة، تعرّض خلالها بعضهم للتعذيب والإخفاء القسري.

وتأتي هذه الحملة في سياق سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي بحق المدنيين في صنعاء ومناطق سيطرتها، وسط مطالبات حقوقية متصاعدة بوقف الاعتقالات التعسفية، وضمان حماية المدنيين، والإفراج الفوري عن جميع المختطفين خارج إطار القانون.