الحوثيون يقتحمون مفوضية اللاجئين بصنعاء ويصادرون بيانات خاصة

الحوثيون يقتحمون مفوضية اللاجئين بصنعاء ويصادرون بيانات خاصة

اقتحمت جماعة الحوثي مقر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) في شارع الجزائر بالعاصمة صنعاء، وصادرت أصولاً وبيانات مهمة تخص آلاف النازحين واللاجئين في اليمن، في تصعيد جديد يكشف حالة الاستهتار الحوثي بالقانون الدولي والإنساني.

وقال الصحفي فارس الحميري في تدوينة على حسابه في منصة "إكس"، إن مسلحي الجماعة داهموا المقر الأممي، واعتقلوا ثلاثة من موظفي المفوضية لعدة ساعات قبل أن يفرجوا عنهم ظهر اليوم، بعد تعرضهم لضغوط واستجوابات غير قانونية.

ووفقاً للمصادر التي نقل عنها الحميري، فقد عبث الحوثيون بمحتويات المقر وصادروا قاعدة بيانات حساسة تحتوي على معلومات المستفيدين من برامج المفوضية، ما تسبب في شلل تام للمراسلات والتواصل بين المقر الرئيسي والفروع الميدانية في مناطق سيطرة الجماعة.

ويحذر خبراء من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تعطيل مشاريع الدعم الطارئ وتوقف برامج المساعدات الإنسانية للأسر النازحة والأكثر هشاشة.

وتأتي هذه الحادثة في سياق تصعيد ممنهج ضد المنظمات الدولية في صنعاء، حيث شهدت الأسابيع الماضية سلسلة من الاقتحامات والاعتداءات الحوثية على مقرات أممية، أبرزها مقري مكتب المبعوث الأممي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في منطقة حدة واعتقلت عدداً من الموظفين.

كما اقتحمت مقر سكن موظفي الأمم المتحدة الأجانب، حيث احتجزت الموظفين لأيام بداخله وعبثت بمحتوياته.

وفي 3 أغسطس، اقتحم مسلحو الجماعة مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واستولوا على المقر وصادروا مستندات وممتلكات رسمية.

كذلك، اقتحمت الجماعة مكاتب برنامج الأغذية العالمي، منظمة الصحة العالمية، واليونيسف في 31 أغسطس من العام الجاري، حيث نفذت مداهمات متزامنة واحتجزت 11 موظفاً أممياً.

وتُعد هذه الممارسات انتهاكاً فاضحاً للحصانة الدبلوماسية ولميثاق الأمم المتحدة، وتعكس بحسب مراقبين، نهجاً عدائياً واضحاً تتبناه جماعة الحوثي ضد الوجود الدولي في اليمن، في محاولة للهيمنة على العمل الإنساني وتحويله إلى أداة ضغط سياسي، ما سيقود إلى انسحاب تدريجي للمنظمات الأممية من صنعاء، وحرمان ملايين اليمنيين من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.