أفرجت جماعة الحوثي الإرهابية، السبت، عن الفنانة وعارضة الأزياء انتصار الحمادي، بعد نحو خمس سنوات من اختطافها واحتجازها في أحد سجونها بالعاصمة صنعاء.
وقالت مصادر حقوقية، إن الإفراج تمّ من السجن المركزي للنساء في صنعاء، حيث كانت الحمادي محتجزة منذ فبراير 2021، عقب اعتقالها أثناء توجهها برفقة صديقاتها إلى جلسة تصوير.
ومنذ اختطافها، واجهت انتصار سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي وثقتها منظمات حقوقية يمنية ودولية، شملت التعذيب النفسي والجسدي، والحبس الانفرادي، والحرمان من الرعاية الطبية والزيارات العائلية.
وخلال فترة احتجازها، حاول الحوثيون إجبارها على الاعتراف بتهم "مخلة بالشرف"، في سياق حملة قمع ممنهجة تستهدف النساء الناشطات والمبدعات في مناطق سيطرة الجماعة، وفق تقارير حقوقية متطابقة.
وفي تقارير سابقة، كشفت منظمات حقوقية وإنسانية عن تعرض الحمادي لانتهاكات جسيمة داخل السجن، مؤكدة أنها خضعت لأساليب تعذيب تشمل الصعق الكهربائي والحبس الانفرادي لفترات طويلة، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية والنفسية بشكل خطير.
ووفقاً لإحصائية حديثة للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، وثّق رصد ميداني حتى يوليو/ حزيران الماضي، ما يقارب 5,618 انتهاكاً ارتكبها الحوثيون ضد النساء، بينها 1,479 حالة قتل و3,398 إصابة، إضافة إلى 547 حالة اختطاف واختفاء قسري وتعذيب، و176 حالة تجنيد قسري لنساء وفتيات.
وأنشأت الجماعة تشكيلات أمنية نسائية تُعرف باسم "الزينبيات"، تتولى تنفيذ حملات مداهمة واعتقال للنساء، خصوصاً الناشطات والإعلاميات، في انتهاك واضح للحقوق المدنية والسياسية.
ويرى مراقبون أن الإفراج عنها الحمادي بعد خمس سنوات من السجن التعسفي لا يُعدّ إنصافاً لها بقدر ما هو اعتراف ضمني من الحوثيين بظلمها، مؤكدين ضرورة فتح ملفات الانتهاكات بحق النساء، وتفعيل دور العدالة الانتقالية.
تابع المجهر نت على X
