شنت جماعة الحوثي الإرهابية، خلال اليومين الماضيين، حملة اعتقالات ومداهمات واسعة طالت عشرات المواطنين في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها، بالتزامن مع الاحتفالات الشعبية بالذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، والتي اعتبرتها الجماعة "مخططات معادية تستهدف الجبهة الداخلية وتسعى لإثارة الفتنة وزعزعة الأمن والاستقرار".
وأفادت مصادر حقوقية عن اعتقال أكثر من 30 مواطناً في عدة مديريات بمحافظة ذمار شمال اليمن، على خلفية مشاركتهم في فعاليات مرتبطة بالثورة.
وأوضحت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في إدعاءات إنتهاكات حقوق الإنسان إشراق المقطري، أن الجماعة اعتقلت 15 شخصاً من قرى متفرقة بمديرية جبل الشرق، إضافة إلى 11 آخرين من قرية بيت أبو عاطف بمديرية الحدأ، فضلاً عن ناشطين سياسيين تم اعتقالهم في وقت سابق.
واعتبرت المقطري أن ذكرى سبتمبر تحولت إلى ذريعة لاعتقالات جماعية، مؤكدة أن اليمن بات "سجناً كبيراً" في ظل القمع والتكتيم على الأعداد الحقيقية للمختطفين.
أما في محافظة عمران، فقد شهدت مديريات خمر وخارف والعشة حملات اعتقال استهدفت مواطنين وشباباً وحتى أطفالاً بسبب رفع الأعلام الوطنية أو إشعال شعلة الثورة على أسطح المنازل.
ووفقاً للمصادر، أقدم مسؤولون محليون معينون من الجماعة على اختطاف عدد من المواطنين، بينهم رجال أعمال وناشطون، بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أو مبادرات رمزية للاحتفاء بسبتمبر.
وفي محافظة المحويت، اختطفت جماعة الحوثي ثمانية أشخاص من قبائل الشاحذي بسبب مشاركتهم في فعاليات الثورة.
وقد أصدرت القبيلة بياناً نددت فيه بالاعتقالات، واعتبرتها اعتداءً على كرامتها ومكانتها، محملة الجماعة كامل المسؤولية عن حياة أبنائها، ومطالبة بالإفراج الفوري عنهم.
واتسعت حملة الاعتقالات في محافظة إب وسط اليمن، لتشمل معظم المديريات، حيث جرى اعتقال عشرات الشبان والناشطين والتربويين وسائقي الدراجات النارية.
وتركزت الاعتقالات في مديريات الظهار، المشنة، جبلة، ذي السفال، السياني، السدة، بعدان، النادرة، والمخادر، فضلاً عن مناطق نائية مثل عزلة الأهمول بمديرية فرع العدين.
وأكدت المصادر أن الجماعة اعتقلت المعلم عبدالسلام الجنيد من مديرية ذي السفال بعد نشره صورة وهو يرفع العلم الوطني على صفحته في "فيسبوك"، كما اختطفت أربعة شبان تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً من منطقة سائلة جبلة، بذريعة تخطيطهم لإحياء المناسبة.
ووثقت المصادر اقتحام عدد من المنازل ليلاً واختطاف فتيان لم تتجاوز أعمار بعضهم الـ18 عاماً، وسط انتشار أمني كثيف وإطلاق نار لإخماد مشاعل الثورة التي أوقدها المواطنون في الجبال والقرى.
وفي محافظة مأرب، اعتقلت الجماعة نحو 20 شاباً من مديرية جبل مراد، بعد أن أوقدوا شعلة الثورة في مناطق متفرقة بينها "الغويل المعود" و"وادي الغول"، وتم اقتيادهم إلى أحد المقرات الأمنية التابعة للجماعة في منطقة "العادي".
وبحسب مصادر حقوقية وإعلامية متطابقة، فإن حملات الاعتقال ترافقت مع مداهمات ليلية، وانتشار واسع للأطقم المسلحة في الشوارع والأحياء، ما خلق حالة من الرعب والترهيب.
كما طالت الاعتقالات ناشطين، محامين، تربويين، وأطفالاً، في مشهد يعكس مساعي جماعة الحوثي المستمرة لطمس الذاكرة الوطنية ومنع أي مظاهر شعبية مرتبطة بثورة 26 سبتمبر، التي لا تزال حاضرة في وجدان اليمنيين رغم محاولات القمع والتعتيم.
تابع المجهر نت على X