تعيش جماعة الحوثي الإرهابية حالة إرباك واسعة عقب مقتل رئيس وزرائها المعيَّن أحمد غالب الرهوي ومعظم أعضاء حكومته غير المعترف بها في غارة جوية إسرائيلية، ما وضعها أمام معضلة البحث عن شخصية بديلة قادرة على ترميم فراغ السلطة.
وأفاد الصحفي فارس الحميري نقلا عن مصادر سياسية في صنعاء أن قيادة الجماعة دخلت في مشاورات أولية مع قيادات من حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صنعاء) حول اسم جديد لرئاسة الحكومة، وسط تداول وزير الخارجية الأسبق هشام شرف كأبرز المرشحين، نظرًا لخبرته الدبلوماسية وصلاته الدولية وانتمائه لحزب المؤتمر.
غير أن هذه المصادر شددت على أن طرح شرف أو غيره لن يغيّر من واقع الحكومة الحوثية التي تفتقر لأي شرعية قانونية أو اعتراف دولي، ما يجعلها كيانًا معزولًا مهما تبدّلت الوجوه.
وكان مجلس الحكم في الجماعة (السياسي الأعلى) قد كلف القيادي محمد أحمد مفتاح قائمًا بأعمال رئيس الوزراء كخطوة مؤقتة، وُصفت بأنها "مسكّن سياسي" ريثما يتم التوافق على شخصية بديلة.
ويعد مفتاح أحد الشخصيات القيادية المتشددة وكان يشغل منصب نائب أول لرئيس وزراء الجماعة، وكشف خلال تشييع قتلاها صباح اليوم الاثنين أنه تواجد في الاجتماع الأخير فيما لم يتعرض لأي إصابة، ما أثار تساؤلات حول نجاته من الهجوم الإسرائيلي المميت.
ويرى مراقبون أن ارتباك الحوثيين في حسم خيار بديل للرهوي يعكس عمق الأزمة التي خلفها الهجوم الإسرائيلي، بعدما أطاح بوزراء بارزين مثل وزير الإعلام هاشم عبد الرحمن، ووزير الخارجية جمال عامر، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن جلال الرويشان، في ضربة قاسية كشفت هشاشة البنية السياسية للجماعة.
تابع المجهر نت على X