كشف مركز صوفان الاستراتيجي، في تحليل جديد، أن جماعة الحوثي في اليمن تستغل ثغرات في نظام العقوبات الأمريكي، وتستخدم منصات رقمية مشفّرة لتهريب وبيع أسلحة متطورة، بينها أسلحة أمريكية الصنع تركت في مناطق نزاع خارج اليمن.
وبحسب المركز، فإن تحقيقًا أجراه مشروع الشفافية التقنية أظهر نشاطًا ملحوظًا لتجار أسلحة مرتبطين بالحوثيين على أكثر من 130 منصة تواصل اجتماعي يمنية، إضافة إلى استخدامهم تطبيقات مشفّرة مثل واتساب بزنس، لتسويق وتوزيع أسلحة تشمل بنادق متطورة وقاذفات وأنظمة إطلاق، بعضها يحمل علامات تصنيع أمريكية، يُرجّح أنها وصلت اليمن بعد أن تُركت في دول كأفغانستان.
وأكد مركز صوفان أن الحوثيين يواصلون دورهم كأحد أبرز وكلاء إيران في المنطقة، ولم تُبدِ الجماعة أي بوادر للانفصال عن سياسات طهران حتى بعد الضربات العسكرية التي طالتها خلال الحرب الأخيرة في غزة.
كما أشار التحليل إلى أن الحوثيين حافظوا على قدراتهم العسكرية في شن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة ضد السفن في البحر الأحمر، بل وواصلوا إطلاق الصواريخ على إسرائيل، رغم الهدنة التي أعلنتها واشنطن في 6 مايو الماضي.
وفي السياق ذاته، أكدت مجلة ذا ناشنال إنترست الأمريكية أن جماعة الحوثي تنظر إلى الهدن السياسية كفرص لإعادة التسلّح، لا كخطوات نحو التهدئة أو السلام.
وشددت المجلة على أن التعامل مع الحوثيين لا يجدي إلا من خلال عقوبات صارمة وعزلة دبلوماسية مكثفة، إلى جانب حملة عسكرية حازمة تجعل من استمرارهم في تهديد الملاحة البحرية كلفة لا تُحتمل.
ومنذ بداية الحرب في 2014، تتكرر الاتهامات للحوثيين بتهريب أسلحة متقدمة إلى اليمن بدعم مباشر من إيران، وتشير تقارير أممية إلى مصادرة عدة شحنات بحرية كانت تحمل صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار إيرانية الصنع كانت في طريقها للجماعة.
ورغم القيود الدولية والعقوبات الأمريكية المفروضة على قيادات الحوثيين، تواصل الجماعة استغلال بيئة الفوضى الأمنية في اليمن، والتطور التكنولوجي في مجال الاتصالات المشفّرة، لتوسيع شبكات تهريبها، ما يُصعّب من جهود الرقابة الدولية ويُعزز من قدرتها على زعزعة أمن المنطقة.
وحذّر مركز صوفان ومحللون غربيون من أن استمرار الحوثيين في استخدام التقنيات المشفّرة والمنصات الرقمية لنقل وتهريب الأسلحة، يُنذر بموجة جديدة من التصعيد في مناطق النزاع، ويطيل أمد الحرب في اليمن، ويُضاعف التهديدات التي تطال الأمن الإقليمي والملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب.
تابع المجهر نت على X