شنّ عشرات المسلحين من أبناء قبيلة عنس في محافظة ذمار، الثلاثاء، هجومًا مسلحًا على مراكز جباية استحدثتها جماعة الحوثيين، احتجاجًا على فرض إتاوات مالية جديدة ومضاعفة على سائقي شاحنات نقل مادة "النيس"، ما تسبب في أعباء مالية كبيرة وهدّد مصدر رزقهم الوحيد.
ووثق مقطع مرئي تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصوّرة للهجوم، أظهرت المسلحين وهم يطلقون النار ويُضرمون النيران في غرف حديدية (أبلكاش) أقامتها الجماعة كمواقع لتحصيل الجبايات، بينما تراجعت أطقم الحوثيين دون تدخل.
ويعود التوتر إلى تصعيد من شيخ قبلي بارز في المنطقة، محمد حسين المقدشي، الذي ظهر في مقطع مصور وسط الحشود القبلية الغاضبة قبل تنفيذ الهجوم، متهمًا قيادات حوثية بخرق اتفاق سابق حول رسوم التحصيل.
وقال المقدشي: "اتفقنا على دفع 300 ريال للمتر وصندوق للمنطقة، لكنهم عادوا بفرض 200 ريال إضافية على أصحاب الشيولات والقلابات... الحق حق خاص وسنواجه من يتعدّى عليه".
ويُتهم القيادي الحوثي "أبو صلاح الجمل"، وهو نافذ من مديرية همدان، بإدارة مكتب وساطة فرضته الجماعة بين ملاك الكسارات والمشترين، يفرض من خلاله مبالغ تصل إلى أكثر من 15 ألف ريال على كل حمولة شاحنة، إضافة إلى رسوم جديدة مثل "زكاة الركاز" التي تتجاوز 7200 ريال لكل شاحنة.
وتصاعد التوتر بعد تحميل المقدشي، في وقت سابق، محافظ ذمار المعيّن من الحوثيين ومدير أمن المحافظة، مسؤولية الأوضاع المتدهورة، متهمًا إياهم بـ"اختلاق مشكلات وفرض إجراءات غير قانونية" تحت ذريعة تنظيم قطاع النيس.
وكان سائقو شاحنات نقل النيس قد نفذوا إضرابًا شاملًا في أبريل/نيسان الماضي احتجاجًا على مضاعفة الجبايات، إذ رفعت الجماعة سعر المتر المكعب من 15 ألفًا إلى 30 ألف ريال (بالعملة القديمة)، دون سند قانوني.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تُحكم فيه جماعة الحوثي الإرهابية سيطرتها على قطاع الكسارات وعمليات نقل النيس بمحافظة ذمار، في إطار توسيع نفوذها الاقتصادي عبر فرض جبايات قسرية لصالح قياداتها.
تابع المجهر نت على X