غارات إسرائيلية تستهدف اجتماعًا لقيادات حوثية بارزة في صنعاء (تفاصيل)

غارات إسرائيلية تستهدف اجتماعًا لقيادات حوثية بارزة في صنعاء (تفاصيل)

نفذت المقاتلات الإسرائيلية، مساء السبت، غارات جوية استهدفت اجتماعًا سريًا لقيادات عسكرية رفيعة في جماعة الحوثي الإرهابية، في أحد الأحياء السكنية شمال العاصمة المختطفة صنعاء، في تطور لافت بمسار الصراع الإقليمي في اليمن.

ووفقا لمصادر مطلعة، فإن الاجتماع الذي استهدفته الغارات كان يضم شخصيات عسكرية بارزة، على رأسهم محمد عبدالكريم الغماري رئيس ما يُعرف بهيئة الأركان العامة للقوات التابعة للحوثيين، إلى جانب قادة مناطق عسكرية مثل عبداللطيف المهدي (أبو نصر) قائد ما يسمى المنطقة الرابعة، ويوسف المداني قائد المنطقة الخامسة المسؤولة عن جبهات الحديدة وحجة.

وتسود حالة من التكتّم الشديد حول نتائج العملية، وسط أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القيادات المستهدفة، ضمن نهج الجماعة في فرض تعتيم إعلامي على ملابسات الغارات.

ففي حين أكدت وسائل إعلامية مقتل الغماري في الغارات الأمريكية نفت الجماعة على لسان منتحل صفة مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي أمين البرعي، الادعاء الإسرائيلي بشأن استهداف رئيس الأركان محمد الغماري، مدعيا ان الهدف من الإعلان هو حرف الأنظار عن الضربات الإيرانية التي استهدفت اسرائيل.

ويُعد الغماري أحد أبرز القادة العسكريين في الجماعة، ويملك تاريخًا حافلًا بالنشاط العسكري والتنسيق الإقليمي مع "حزب الله" والحرس الثوري الإيراني، حيث تلقى تدريبات عسكرية مكثفة في الضاحية الجنوبية ببيروت منذ العام 2012، كما شارك في برامج تدريبية في سوريا وإيران بين عامي 2005 و2009، شملت استخدام القذائف والمدفعية وقيادة العمليات القتالية.

ومنذ تعيينه رئيسًا لهيئة الأركان الحوثية في عام 2016 عقب الانقلاب على الحكومة الشرعية، لعب الغماري دورًا محوريًا في توجيه وإدارة العمليات العسكرية للجماعة، سواء في الجبهات الحدودية مع السعودية، أو في المعارك الداخلية لا سيما معركة مأرب خلال عامي 2021 و2022، كما يُعد من أبرز مهندسي العمليات في البحر الأحمر، بما فيها تهديد الملاحة الدولية.

ويُصنف الغماري إلى جانب المداني، ضمن قائمة العقوبات الأمريكية منذ منتصف عام 2021، بتهمة تقويض جهود السلام في اليمن والمساهمة في تفاقم الأزمة الإنسانية، وينتميان إلى محافظة حجة شمال غربي البلاد، وتربطهما علاقات وثيقة بقيادة الجماعة، خصوصًا بزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

كما يعُرف الغماري بدوره المبكر في تدريب وتأهيل العناصر المقاتلة للجماعة، وتأسيس تشكيلات انتحارية منذ عام 2007، كما أشرف على إنشاء معسكرات تدريبية وورش لصناعة المتفجرات بإشراف خبراء إيرانيين ولبنانيين، بدعم مباشر من صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق، الذي عيّنه رئيسًا لهيئة الأركان.

وتفتح هذه العملية بابًا واسعًا للتكهنات حول تحوّل محتمل في قواعد الاشتباك الإقليمي، إذ تمثل أول استهداف مباشر من قبل إسرائيل لقيادات حوثية داخل الأراضي اليمنية، وإذا تأكد مقتل الغماري أو إصابته فسيشكل ذلك ضربة قاسية للجماعة التي تعتمد عليه كأحد أركانها العسكرية والأمنية.

ويمثل توقيت العملية جزءًا من استراتيجية ردع متقدمة تقودها إسرائيل ضد الوكلاء الإقليميين لطهران في المنطقة، كما أنها تحمل رسالة شديدة اللهجة مفادها أن تحصين القيادات الحوثية لم يعد مضمونًا وأن التعاون العسكري بين الجماعة و"حزب الله" والحرس الثوري بات هدفًا مشروعًا للإسرائيليين.