مقتل 6 يمنيين في انهيار مغارة بحجة يكشف تدهور الأوضاع بمناطق الحوثيين

مقتل 6 يمنيين في انهيار مغارة بحجة يكشف تدهور الأوضاع بمناطق الحوثيين

قُتل ستة مواطنين من أبناء قبائل حجور وأُصيب آخر، إثر انهيار مغارة بدائية كانوا يحفرونها بحثًا عن الذهب في منطقة العُبيسة بمديرية كُشَر، شمال غرب محافظة حجة، في حادثة تُسلّط الضوء على حجم المأساة الإنسانية والاقتصادية التي تعيشها مناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية. 

وقال مسؤولون في الحكومة اليمنية إن الضحايا لجأوا إلى التنقيب العشوائي كمصدر أخير للرزق، في ظل انعدام فرص العمل وقطع رواتب الموظفين وتدهور شامل في الأوضاع المعيشية. 

وأوضح يحيى الثلايا، رئيس الهيئة العامة للكتاب في الحكومة، أن الضحايا استخدموا أدوات بدائية في عملية الحفر، ما أدى إلى انهيار كميات ضخمة من التراب والصخور عليهم، مشيرًا إلى غياب المعدات اللازمة لإنقاذهم. 

وتفاقمت المعاناة في مديرية كُشَر بعد إغلاق منفذ حرض الحدودي، وتدمير سوق "عاهم" الذي كان يُعد شرياناً اقتصادياً للمنطقة. وناشد الأهالي سلطات الحوثيين تقديم دعم عاجل لأسر الضحايا، مؤكدين أن المنطقة تعاني من تهميش متعمد وضرائب مرهقة، خصوصاً على المزارعين. 

وأكدت شرطة محافظة حجة التابعة للحوثيين وقوع الحادثة، لكنها حمّلت الضحايا المسؤولية، مشيرة إلى أنهم سبق أن أوقفوا بسبب الحفر غير القانوني وأُفرج عنهم بعد تعهدات خطية.

في المقابل، اتهم الأهالي سلطات الحوثيين بعدم تقديم أي مساعدة أثناء عمليات الإنقاذ، مؤكدين أن تدخلها اقتصر على استكمال الإجراءات الشكلية.

وتأتي هذه الحادثة في سياق تنامٍ لظاهرة التنقيب العشوائي عن الذهب والمعادن في مناطق سيطرة الحوثيين، في ظل غياب الرقابة الرسمية وتواطؤ مزعوم من سلطات الجماعة مع شبكات تنقيب غير قانونية.

وتشير تقارير محلية إلى عبث طال أكثر من 60 موقعًا أثريًا ومعدنيًا خلال الأشهر الأخيرة في حجة، بذريعة "البحث عن الكنوز".

ويُجمع مراقبون على أن ما يجري هو نتيجة مباشرة لانهيار الدولة، واستمرار الحرب، وتفاقم الفقر، إذ يعيش ملايين اليمنيين تحت خط الفقر وسط اتهامات بفساد واسع النطاق وإثراء غير مشروع لقيادات حوثية، ما يُعمّق من معاناة السكان في بلد أنهكته الحرب المستمرة منذ أكثر من تسع سنوات.