الحوثيون يعيدون تأهيل شبكة اتصالاتهم العسكرية بعد توقف الضربات الأمريكية

الحوثيون يعيدون تأهيل شبكة اتصالاتهم العسكرية بعد توقف الضربات الأمريكية

أفادت تقارير أمنية بأن جماعة الحوثي الإرهابية شرعت خلال الأسابيع الأخيرة في إعادة تأهيل شبكة اتصالاتها العسكرية، بعد نحو شهر من توقف الضربات الجوية الأمريكية التي كانت قد ألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية للاتصالات التابعة للجماعة في مناطق سيطرتها. 

ونقلت منصة ديفانس لاين، المتخصصة في الشؤون العسكرية، عن مصادر مطلعة، أن الحوثيين أعادوا تشغيل مراكز تحكم رئيسية وتفعيل أنظمة اتصالات مرتبطة بتوجيه الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، في مؤشر على استعادة تدريجية لقدراتهم التقنية الميدانية.

ووفقًا للمصادر، شملت عمليات التأهيل تركيب أجهزة هوائية وأنظمة توجيه في مواقع مرتفعة، ونشر محطات بث وتشويش، إلى جانب أجهزة اتصالات لاسلكية "ربيترات" في خطوط التماس، ما يعكس تطورًا لافتًا في مساعي الجماعة لإعادة بناء بنيتها الاتصالية. 

وفي خطوة احترازية، كانت الجماعة قد لجأت سابقًا إلى تفكيك بعض محطاتها وإخفاء معداتها في مواقع سرية، ضمن استراتيجية لتقليل الأضرار المحتملة وتعقيد جهود الاستهداف. 

كما كشفت المصادر أن الحوثيين بدأوا بمد شبكة اتصالات سلكية جديدة، تربط بين مراكز القيادة والمناطق الاستراتيجية ومواقع القتال الأمامية، بهدف تقليل الاعتماد على الوسائل اللاسلكية المعرّضة للاختراق.

وتعتمد الجماعة، بحسب التقرير، على البنية القديمة لشبكات الاتصالات المدنية والعسكرية، وتعمل على تطويرها بتركيب أوعية بيانات مشفّرة وأنظمة متعددة الدوائر، في إطار منظومة اتصالات خاصة تُعرف بـ"دائرة الاتصالات الجهادية"، وهي شبكة مغلقة تُستخدم حصريًا للتنسيق بين الفصائل المسلحة والأجهزة الاستخباراتية.

وأكدت المصادر أن الجماعة المدعومة من إيران لم تتوقف منذ أواخر أكتوبر 2023 عن مساعيها لإعادة بناء منظومة اتصالاتها، مع تحديث دائم لوسائل الربط وتغيير تكتيكات الانتشار، في ظل مخاوف متزايدة من عمليات اختراق استخباراتي، كالتي طالت حزب الله اللبناني سابقًا وأدّت إلى انهيار أمني واسع.