تفشي الأوبئة في سجون الحوثيين يفاقم معاناة المعتقلات وسط تعتيم ومنع للمساعدات

تفشي الأوبئة في سجون الحوثيين يفاقم معاناة المعتقلات وسط تعتيم ومنع للمساعدات

كشفت مصادر حقوقية عن تفشي أوبئة خطيرة، بينها الكوليرا والملاريا وسوء التغذية، في سجون النساء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإرهابية في العاصمة صنعاء، ما يفاقم معاناة المعتقلات في ظل ظروف احتجاز غير إنسانية وحرمان من أبسط الحقوق الصحية. 

وأكدت المصادر أن عشرات السجينات في السجن المركزي وسجني "البحث الجنائي" و"الأمن والمخابرات"، إضافة إلى محتجزات في معتقلات سرية، يعانين من أمراض جلدية وتنفسية وتناسلية، مشيرة إلى وفاة إحدى المعتقلات متأثرة بإصابتها بالكوليرا، بحسب صحيفة الشرق الأوسط. 

وأوضحت أن أسباب تفشي الأوبئة تعود إلى الإهمال الصحي المتعمد، وتدهور التغذية، وانعدام التهوية والمياه النظيفة، وتراكم النفايات، في وقت تمنع فيه إدارة السجون، الخاضعة لإشراف جهاز "الزينبيات" التابع للجماعة، دخول المساعدات الطبية أو السماح بالزيارات الأسرية، تحت ذريعة "منع العدوى". 

روى قريب معتقلة في السجن المركزي أن العائلة توقفت عن إرسال الطعام خوفاً من تعرّضها للتسمم أو تحميلهم مسؤولية تدهور حالتها الصحية. وأكد أن قريبتهم (36 عامًا) اعتُقلت دون أي مسوغ قانوني، بناء على بلاغات كيدية من مجندات حوثيات يراقبن النساء في الأحياء السكنية. 

وأشار إلى أن الحوثيين يستغلون انتشار الأوبئة كأداة للضغط النفسي وابتزاز عائلات المعتقلات، عبر فرض مبالغ مالية أو الحصول على تعهدات مقابل الإفراج عنهن، نافيًا أن يكون منع الزيارات لدواعٍ صحية بقدر ما هو وسيلة ترويع وتعتيم على ما يحدث داخل السجون.

وفي سياق متصل، جدّدت منظمات حقوقية في صنعاء مطالبها بالكشف عن مصير مئات المختطفات والمخفيات قسرًا، بينهن فتيات قاصرات وطالبات جامعيات، جرى اعتقالهن لأسباب ملفقة أو بسبب الاشتباه بمواقف معارضة.

واعتبر ناشطون حقوقيون تفشي الأوبئة داخل معتقلات النساء جريمة ممنهجة، واتهموا الجماعة الحوثية بتعمّد التستر على الكارثة الصحية داخل السجون، بالتوازي مع إحكام السيطرة على القطاع الصحي ومنع الرقابة أو التدخلات الطبية المستقلة.