احتجاجات واحتقان شعبي في "الشرفين" بمحافظة حجة ضد جبايات الحوثيين

احتجاجات واحتقان شعبي في "الشرفين" بمحافظة حجة ضد جبايات الحوثيين

تشهد منطقة الشرفين، شمال محافظة حجة، شمال غرب اليمن تصاعدًا غير مسبوق في الغضب الشعبي ضد جماعة الحوثي الإرهابية، على خلفية الجبايات المالية الباهظة التي تفرضها على السكان المحليين، ما ينذر بتحول خطير في واحدة من أبرز معاقل الجماعة التقليدية. 

ووفقًا للصحفي المتخصص في شؤون الحوثيين، عدنان الجبرني، فإن المنطقة تعيش حالة من "التذمر الواسع" نتيجة السياسات القمعية والنهب الممنهج الذي تمارسه الجماعة، خصوصًا تجاه المزارعين الذين يواجهون أعباء متزايدة على زراعة القات وموارد المياه، ما كبّدهم خسائر فادحة. 

ويُحمّل السكان قيادات حوثية بارزة، من بينها عبدالله النعمي، مسؤولية الأزمة، بعد فشلها في إقناع الأهالي بمبررات ما تُسمى "الواجبات الجهادية"، التي تُستخدم كغطاء لتمويل الحرب عبر فرض ضرائب قاسية. 

وفي ظل هذا الاستياء، تتصاعد الدعوات إلى احتجاجات شعبية، وبرزت أصوات تطالب بما يُسمى "ثورة الشرفين"، في تحول نوعي داخل بيئة اجتماعية طالما اعتُبرت حاضنة فكرية وثقافية للحوثيين، خاصة بالنظر إلى الخلفية الزيدية للمنطقة وموقعها الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر.

وبحسب الجبرني فإن الاحتقان في الشرفين لم يعد محصورًا في البعد الاقتصادي فقط، بل يعكس تغيرًا في المزاج العام داخل قواعد الجماعة، وسط شعور متزايد بالخديعة بعد ارتفاع أعداد قتلى المنطقة في جبهات لا يعرف الأهالي أهدافها، وتزامن ذلك مع تدهور معيشي وفساد واسع.

في المقابل، ردت الجماعة المدعومة من إيران على هذا السخط بحملات استدعاء وملاحقات لناشطين ومشايخ محليين، معززة وجودها العسكري في المنطقة، ما يزيد من التوتر ويُنذر بانفجار اجتماعي وشيك قد يخلخل سيطرتها في واحدة من أهم مناطق نفوذها شمال اليمن.