سجناء في صعدة يضربون عن الطعام خوفًا من استخدامهم كدروع بشرية

سجناء في صعدة يضربون عن الطعام خوفًا من استخدامهم كدروع بشرية

يواصل عشرات السجناء في سجن قحزة بمدينة صعدة، المعقل الرئيس لجماعة الحوثي الإرهابية، شمالي اليمن، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لليوم الثالث على التوالي، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الإهمال المتعمد" من قبل إدارة السجن التابعة للجماعة، تجاه مطالبهم المتكررة بنقلهم إلى مكان أكثر أمانًا، في ظل التصعيد العسكري المتزايد بالمنطقة.

وتأتي هذه الخطوة بعد تصاعد ملحوظ في الغارات الجوية التي تنفذها القوات الأمريكية ضد مواقع عسكرية حوثية في محافظة صعدة، ما أجج مخاوف السجناء من احتمال استهدافهم أو استخدامهم كدروع بشرية، نظرًا لموقع السجن القريب من مواقع عسكرية حساسة.

وشهد السجن احتجاجات غاضبة وثقها نشطاء عبر صور ومقاطع فيديو، أظهرت إضرام السجناء النار في بطانياتهم وممتلكاتهم الشخصية، وسط هتافات تطالب بتوفير الحماية ونقلهم العاجل من السجن.

وأكدت مصادر مطلعة أن إدارة السجن ردّت على التحرك بالقمع، حيث تدخلت عناصر مسلحة تابعة للحوثيين لفض الاحتجاج بالقوة، ما أسفر عن اعتداءات جسدية بحق عدد من السجناء.

وتثير هذه التطورات مخاوف حقوقية من تصاعد الانتهاكات في سجون الحوثيين، خاصة في المناطق القريبة من خطوط التماس أو المواقع المستهدفة بالغارات الجوية الأمريكية. 

وفي وقت سابق، أعلن الحوثيون عن مقتل وإصابة عشرات المهاجرين الأفارقة في سجن صعدة الاحتياطي جراء قصف أمريكي، في الوقت الذي نفت منظمة الهجرة الدولية علمها أو صلتها بمركز الإيواء المزعوم، فيما أكدت المصادر أن الجماعة المدعومة من إيران كانت تتخذ من الموقع معسكرًا لتجنيد المهاجرين وتدريبهم على استخدام السلاح. 

ومنذ منتصف مارس/آذار الماضي تشن الولايات المتحدة الأمريكية عملية عسكرية واسعة ضد جماعة الحوثيين التي تصنفها كمنظمة إرهابية أجنبية (FTO)، لما قالت إنه ردا على تهديدات الجماعة للملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب. 

وتطورت العملية الأمريكية تدريجيا من استهداف المواقع الاستراتيجية للحوثيين ومخازن الأسلحة وصولا إلى استهداف قيادات الجماعة بشكل فردي من خلال مراقبة تحركاتهم وقصف سياراتهم، بالإضافة إلى استهداف التجمعات العسكرية.