تشهد مياه ساحل الحسوة في مديرية البريقة، غربي العاصمة المؤقتة عدن، تلوثًا نفطيًا جديدًا نتيجة تسرب زيوت من إحدى السفن الجانحة، في حادثة تعيد إلى الواجهة المخاوف المتزايدة من كارثة بيئية بحرية تهدد سواحل المدينة وخليج عدن.
وأفادت مصادر ملاحية مطلعة أن بقعًا سوداء كثيفة ظهرت على سطح البحر قبالة الساحل، ناجمة عن تسرب للزيت من سفينة مهترئة كانت راسية في المنطقة البحرية المعروفة باسم "بريك واتر" التابعة لميناء السفن، بعد تعرضها لتآكل في الهيكل الخارجي وتشقق أدى إلى غرق جزئي للجزء الخلفي منها، وهو القسم الذي يضم المحرك وغرف القيادة.
وأوضحت المصادر أن مياه البحر تسربت إلى داخل هيكل السفينة المتآكل، مما أدى إلى اختلاط الزيت ومخلفات المحرك بمياه البحر، فيما ساهمت الأمواج المرتفعة الناتجة عن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية في دفع بقع الزيت نحو ساحل الحسوة، ملوثة الشاطئ ومهددة بتوسع الانسكاب باتجاه مناطق بحرية أخرى.
وحذّر الباحث والإعلامي المتخصص في شؤون الصيادين والحياة البحرية بخليج عدن، رشيدي محمود، من خطورة الوضع، مشيرًا إلى وجود عدة سفن أخرى جانحة في المنطقة، تعاني من الإهمال والتآكل، وقد تتحول إلى بؤر لتسربات نفطية مماثلة في أي لحظة، خصوصًا مع اشتداد الرياح الموسمية.
وأضاف رشيدي في منشور على "فيسبوك" أن هذه السفن المتهالكة، التي تحولت إلى ما يشبه "قنابل بيئية موقوتة"، لا تزال تحتوي على كميات من الزيت في محركاتها، ما يجعل تسربها أمرًا متكررًا كل عام خلال هذه الفترة، مع غياب أي إجراءات احترازية من الجهات المعنية.
وتُعيد هذه الحادثة إلى الأذهان كارثة يوليو 2022، حين تسرب الديزل من ناقلة النفط الصدئة "DIA-1" قبالة الساحل ذاته، مما أدى إلى تلوث واسع هدد المحميات الطبيعية والشعاب المرجانية القريبة، دون أن يقابل ذلك بأي تحرك رسمي فعّال.
ودعا مختصون في البيئة والبحر إلى تحرك عاجل لانتشال السفن الجانحة ومعالجة آثار التلوث، مؤكدين أن التأخير يعني خسائر بيئية فادحة قد تمتد لسنوات، خصوصًا في ظل اعتماد مئات الصيادين المحليين على هذه السواحل كمصدر رزق رئيسي.
تابع المجهر نت على X