مخاوف من أزمة قمح في مناطق الحوثيين بعد توقف مطاحن البحر الأحمر (تفاصيل)

مخاوف من أزمة قمح في مناطق الحوثيين بعد توقف مطاحن البحر الأحمر (تفاصيل)

تسود مخاوف واسعة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية، من اندلاع أزمة حبوب وطحين حادة، عقب إعلان شركة المحسن إخوان للتجارة والتوكيلات والمقاولات العامة المالكة لمطاحن وصوامع غلال البحر الأحمر، التوقف الكامل عن العمل إثر نفاد مخزون القمح بشكل كلي.

وقالت الشركة، في مناشدة موجهة إلى القائم بأعمال وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، إن مطاحنها توقفت عن العمل بعد نفاد كامل المخزون.

وحذرت الشركة من انعكاسات خطيرة على استقرار السوق وتوافر مادة الدقيق في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة.

وأضافت أنها كانت قد رفعت مناشدات متكررة لوزارة الصناعة والتجارة للسماح بدخول شحنات جديدة من القمح لتفادي التوقف، غير أن تلك المطالبات قوبلت بالتجاهل وعدم الاستجابة، بحسب نص المذكرة.

وأكدت الشركة أنها تخلي مسؤوليتها عن أي نقص في إمدادات السوق، مقدمة اعتذارها لعملائها عن عدم قدرتها على تلبية الطلبات والحصص المحددة في مختلف المحافظات.

ويُتوقع أن يؤدي توقف مطاحن البحر الأحمر إحدى أكبر مطاحن القمح في مناطق الحوثيين، إلى تفاقم أزمة الطحين في ظل الوضع الإنساني والمعيشي المتدهور الذي يعانيه ملايين السكان، مع استمرار القيود المفروضة على حركة الواردات والمواد الغذائية.

ويشير مراقبون إلى أن توقف مطاحن البحر الأحمر يسلّط الضوء على تعقيدات ملف القمح في مناطق الحوثيين، وسط اتهامات بتسييس الإمدادات الغذائية وتوريدها عبر شركات تابعة لقيادات حوثية تخضع لعقوبات دولية.

ومن أبرز تلك الشركات "المحسن إخوان" المملوكة للقيادي الحوثي علي محمد محسن الهادي، أحد الأذرع الاقتصادية البارزة للجماعة، والذي يرتبط اسمه بعقود توريد غذائية مع برنامج الغذاء العالمي (WFP) خلال السنوات الماضية.

وتثير هذه الارتباطات مخاوف من أن يؤدي احتكار عمليات التوريد والتوزيع إلى تعميق الأزمات الاقتصادية والمعيشية، فيما تستمر معاناة السكان مع الارتفاع الجنوني في أسعار السلع الأساسية، وعلى رأسها القمح والدقيق.

وتأتي هذه التطورات وسط تقارير كشفت عنها منصة التحقيقات الأوروبية "بيلينغكات" أن سفينة شحن روسية تُدعى "إيرتيش" قامت بتهريب حبوب من شبه جزيرة القرم إلى الموانئ الواقعة تحت سيطرة الحوثيين في اليمن، في تحدٍ للعقوبات الغربية.

وذكرت المنصة أن السفينة عطّلت نظام تتبّع موقعها أثناء الإبحار من وإلى ميناء سيفاستوبول، في أسلوب يشبه عمليات نقل الحبوب الروسية المثيرة للاتهامات في مناطق نزاع أخرى حول العالم.