الذهب يقفز عالميًا إلى مستوى قياسي غير مسبوق متجاوزًا 4 آلاف دولار للأوقية

الذهب يقفز عالميًا إلى مستوى قياسي غير مسبوق متجاوزًا 4 آلاف دولار للأوقية

شهدت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية غير مسبوقة منذ مطلع عام 2025، بعدما ارتفع المعدن النفيس بنحو 53% ليكسر حاجز 4 آلاف دولار للأوقية للمرة الأولى في تاريخه، في ظل موجة من الاضطرابات الجيوسياسية والضباب الاقتصادي العالمي.

ويعزو خبراء ومحللون هذا الصعود القوي إلى مزيج من التوترات الدولية المتصاعدة وتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الذهب يقترب من ذروة سعرية مؤقتة أم أنه مقبل على موجة صعود جديدة نحو مستويات قياسية إضافية.

قال أمير رزق، عضو شعبة تجار الذهب في مصر، إن التوترات الجيوسياسية الناتجة عن الحرب الأوكرانية والصراع في غزة، ومخاوف اتساع رقعتهما لتشمل مناطق أخرى، دفعت المستثمرين حول العالم إلى تعزيز حيازاتهم من الذهب بوصفه الملاذ الآمن الأول في فترات الغموض.

وأضاف رزق أن الفترة الحالية تُعد من أكثر المراحل غموضًا منذ الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن استمرار تلك الأوضاع يدعم الاتجاه الصعودي للمعدن الأصفر.

ورجّح رزق أن يتجاوز الذهب مستوى 4500 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، مع احتمالات بمواصلة الصعود خلال 2026، مستفيدًا من تدفقات الاستثمار في صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب والطلب القوي على السبائك والعملات المعدنية.

كما أشار إلى أن الرسوم الجمركية الأمريكية وعدم وضوح موقف الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب تباطؤ النمو الأوروبي وارتفاع مشتريات البنوك المركزية، جميعها عوامل تعزز من ارتفاع الأسعار.

وخلال سبتمبر/أيلول الماضي وحده، ارتفعت أسعار الذهب بنحو 12%، مدفوعة بمشتريات ضخمة من البنوك المركزية.

وتُظهر تقديرات شركة Metals Focus أن البنوك المركزية تتجه لشراء نحو 1000 طن متري من الذهب في عام 2025، في رابع عام على التوالي من المشتريات القياسية، ضمن مساعيها لتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتنويع الاحتياطيات.

من جانبه، اعتبر إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، أن تجاوز حاجز 4 آلاف دولار يمثل "إشارة فنية قوية" ترجّح استمرار الصعود وتجاوز مستويات المقاومة السابقة.

وأشار واصف إلى أن مخاوف إغلاق الحكومة الأمريكية وتصاعد التوترات السياسية العالمية تدفع المستثمرين إلى زيادة الطلب على الذهب.

وفي أحدث تقاريره، رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته لسعر الذهب بنهاية 2026 إلى 4900 دولار للأوقية، مرجحًا استمرار الزخم الصعودي طالما بقيت المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية دون حلول واضحة.

ويرى محللون أن استمرار الأسعار فوق مستوى 4 آلاف دولار سيعزز ثقة المستثمرين في المعدن الأصفر، مؤكدين أن الذهب استعاد بريقه كأقوى ملاذ استثماري في أوقات الأزمات، مع تراجع الثقة في العملات التقليدية والأصول عالية المخاطر.