الحوثيون يغلقون مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم في إب

الحوثيون يغلقون مركزًا لتحفيظ القرآن الكريم في إب

تواصل جماعة الحوثي انتهاكاتها الممنهجة بحق دور العبادة ومراكز تحفيظ القرآن الكريم، حيث أقدمت، السبت، على إغلاق مركز ديني في محافظة إب، واقتحام مسجد في محافظة البيضاء، ضمن حملة مستمرة تستهدف فرض خطاب طائفي وتغيير الهوية الدينية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. 

وقالت مصادر محلية في محافظة إب إن مسلحي الجماعة الحوثية قاموا بإغلاق مركز "تاج الوقار" لتحفيظ القرآن الكريم، في قرية اللكمة بعزلة دار الوادي، ما أثار استياءً واسعًا في أوساط الأهالي الذين اعتبروا الخطوة استهدافًا مباشرًا للتعليم الديني الوسطي. 

وفي محافظة البيضاء، اقتحمت الجماعة مسجد "الرحمن" في منطقة ذي وين، واعتدت على إمامه، الشيخ إبراهيم عبدالجبار، قبل أن تقوم بطرده مع أسرته من سكن المسجد، وتفريغ مكتبة الجامع من محتواها من الكتب الدينية، واستبدالها بـ "الملازم الحوثية" التي تتضمن مضامين طائفية مستوردة من إيران. 

وبحسب المصادر، فإن الاقتحام ترافق مع اختطاف الشيخ أحمد حسين الوهاشي، إمام جامع السنة ومدرّس القرآن الكريم في منطقة مذوقين، بمحافظة البيضاء، واقتياده إلى جهة مجهولة. 

وتأتي هذه الانتهاكات في سياق حملة تصعيدية تنفذها الجماعة الحوثية ضد الأئمة والخطباء غير المنتمين لسلالتها، وتسعى من خلالها إلى فرض خطاب ديني أحادي الطابع، وتحويل المساجد إلى منابر تعبئة فكرية وطائفية تخدم مشروعها السلالي، بحسب ناشطين حقوقيين.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه السياسات يقوّض النسيج الاجتماعي ويهدد الهوية الدينية المعتدلة في المجتمع اليمني، خاصة في ظل استهداف الأطفال والناشئة عبر فرض مناهج دينية بديلة في المدارس والمراكز القرآنية.

وطالبت منظمات حقوقية المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات، وضمان حرية العبادة والتعليم الديني في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تشهد تضييقًا متزايدًا على كل من يرفض الانخراط في مشروع الجماعة.