شددت السلطة المحلية في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، الأربعاء، على أن القوات الأمنية والعسكرية التابعة للحكومة الشرعية هي الجهة المخوّلة حصرًا ببسط الأمن في المحافظة، مؤكدة رفضها لأي محاولات تجاوز للأطر النظامية وجر المحافظة نحو التوتر.
وجاء موقف السلطات عقب وصول قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى مدينة المكلا قادمة من عدن وشبوة وأبين، دعمًا لما تسمى بقوات "الدعم الأمني" التي يقودها أبو علي الحضرمي، الذي لوّح في وقت سابق، بنيّته اجتياح مناطق انتشار حلف قبائل حضرموت.
وأوضحت السلطات في بيان لها، أنها لن تقف صامتة أمام أي دعوات قد تضع حضرموت في دائرة الفتنة وتهدد السلم الأهلي، مؤكدة أن الدولة تُبنى بالالتزام بالمؤسسات الشرعية واحترام القانون.
ودعت الجميع إلى تفادي الانشقاقات والتصعيد، والاحتكام للحوار والقنوات القانونية لمعالجة كافة القضايا، معبرة عن شكرها للدعم الذي تقدمه دول التحالف العربي، خصوصًا السعودية والإمارات.
وفي السياق، أصدرت مرجعية قبائل حضرموت بياناً حذّرت فيه من خطورة التوتر المتصاعد، مؤكدة أن المحافظة لا تحتمل أن تتحول إلى ساحة للصراعات أو تصفية الحسابات.
وأشارت المرجعية إلى أن استمرار تجاهل مجلس القيادة الرئاسي لمعالجة الوضع قد يقود إلى سيناريوهات مؤلمة شهدتها دول قريبة، داعية التحالف العربي بقيادة السعودية إلى تحرك عاجل للحفاظ على أمن حضرموت واستقرارها.
إلى ذلك، من المتوقع أن يعقد مشايخ وأعيان ومقادمة القبائل في حضرموت اجتماعًا طارئًا الخميس، بدعوة من رئيس حلف قبائل حضرموت عمرو بن حبريش العليي، لبحث مستجدات تهدد أمن واستقرار المحافظة.
وفي المقابل، عقد رئيس الجمعية الوطنية للانتقالي علي الكثيري، اجتماعًا في سيئون بغرض للحشد لفعالية متزامنة مع ذكرى 30 نوفمبر، مجددًا دعمه لقوات الدعم الأمني ومهددًا بأن "الانتقالي رقم صعب لا يمكن تجاوزه".
وتزامنًا مع هذه التطورات، نفّذ الشيخ بن حبريش زيارة ميدانية لتشكيلات "قوات حماية حضرموت" ووحدات أخرى متمركزة في هضبة حضرموت، وهي القوات التي أعلن عنها مطلع العام ضمن مطالب "الحكم الذاتي".
وجاءت الزيارة بعد تهديدات وجهها قائد قوات الدعم الأمني التابعة للانتقالي أبو علي الحضرمي، والذي ظهر في تسجيل مصوّر مهاجمًا حلف القبائل وقائدها بن حبريش ومتوعدًا بدحر قواته من الهضبة.
وفي بيان له، أدان مؤتمر حضرموت الجامع تصريحات الحضرمي، واصفًا إياه بقائد “مليشيات الدعم الأمني”، ومعتبرًا خطابه تحريضيًا يتجاوز مؤسسات الدولة ويهدد السلم الاجتماعي، كما حمل مجلس القيادة الرئاسي مسؤولية تداعيات الوضع في المحافظة.
ويرجح مراقبون أن هذه التصعيد السياسي والعسكري يأتي في سياق سعي الانتقالي لتعزيز نفوذه في حضرموت وسط استمرار التحركات الميدانية والتوتر المتصاعد بين الجانبين.
تابع المجهر نت على X
