تحركات عسكرية للانتقالي باتجاه حضرموت وسط استنفار سياسي وقبلي (تفاصيل)

تحركات عسكرية للانتقالي باتجاه حضرموت وسط استنفار سياسي وقبلي (تفاصيل)

شهدت محافظة حضرموت شرقي اليمن توترًا متصاعدًا خلال الساعات الماضية، عقب رصد قوة عسكرية ضخمة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والمدعوم من الإمارات وهي تتجه شرقًا نحو المحافظة في تحرّك غير مسبوق.

وقالت مصادر أمنية، إن قوة تضم نحو 300 مركبة تشمل حافلات ركاب ونقل جماعي إضافة إلى مدرعات عسكرية، تتحرك بشكل متتابع ومنظم عبر عدد من النقاط الأمنية في محافظة أبين.

وبالتزامن، أكدت مصادر متعددة في عدن أن ألوية عسكرية غادرت مواقعها متجهة نحو حضرموت، من بينها قوات تابعة لألوية فضل باعش المتمركزة في الصولبان والمملاح.

كما صدر استدعاء طارئ من قبل قيادة الإنتقالي لأفراد اللواء 12 عمالقة ، رغم حصولهم على إجازة قصيرة، في مؤشر على حالة استنفار لافتة.

وتأتي التحركات العسكرية في ظل تصاعد التوتر بين الإنتقالي والمكونات القبلية في حضرموت، حيث دعا رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش العليي إلى اجتماع طارئ يوم الخميس بمنطقة العليب لتدارس الموقف تجاه المستجدات التي تهدد أمن واستقرار المحافظة.

وفي سياق تبادل التصريحات الحادة، كان قائد قوات "الدعم الأمني" التابعة للانتقالي أبو علي الحضرمي، قد وجه قبل يومين اتهامات مباشرة لحلف قبائل حضرموت بالوقوف وراء تشكيل عصابات مسلحة وقطع الطرق وتهريب المخدرات، في خطاب اعتبره مراقبون تصعيدًا قد يفتح الباب أمام تصعيد أكبر في ساحل حضرموت.

ويعود تصاعد التوتر في ساحل حضرموت إلى تحشيدات سابقة متبادلة واتساع رقعة الانتشار العسكري في مناطق الساحل والهضبة، مع تبادل الاتهامات بإثارة الفوضى وتهديد الأمن المحلي.

وفي الأشهر الأخيرة، دفع المجلس الانتقالي بقوات جديدة تم استقطابها من محافظات جنوبية وخضعت لتدريب في معسكرات بعدن، ثم نُقلت إلى مواقع في ساحل حضرموت وأُدرجت ضمن قوات "النخبة الحضرمية".

ويقود هذه القوات أبو علي الحضرمي، وهو شخصية بارزة في التيار الانفصالي وله سجل من العمل مع فصائل الحراك المسلح منذ سنوات.

في المقابل، عزز حلف قبائل حضرموت حضوره الميداني منذ مطلع العام عبر نشر نقاط تفتيش في الهضبة وتشكيل "قوات حماية حضرموت" بثلاثة ألوية تحت قيادة الشيخ بن حبريش.

وترافق ذلك مع مساعٍ سياسية وقبلية لفرض دور أكبر في إدارة المحافظة، ما أدى إلى احتكاكات متزايدة مع قوات الانتقالي في المناطق المتنازع عليها.