اقتحمت جماعة الحوثي الإرهابية، خلال الساعات الماضية، مقر منظمة دولية في شارع حدة بالعاصمة المختطفة صنعاء، وصادرت أجهزة ومعدات تابعة للمنظمة، واحتجزت عددًا من موظفيها المحليين، في أحدث حلقة من سلسلة الانتهاكات المتواصلة التي تستهدف المنظمات الإنسانية في مناطق سيطرتها.
وأفاد الصحفي فارس الحميري نقلا عن مصادر في صنعاء، بأن مسلحين تابعين لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي نفذوا عملية مداهمة مفاجئة لمقر منظمة "أوكسفام"، وأخضعوا عددًا من الموظفين اليمنيين للتحقيق والاحتجاز لما يقارب 12 ساعة.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر الجماعة نفذت تفتيشًا دقيقًا داخل المكاتب وصادرت أجهزة اتصالات وأصولاً أخرى، بدعوى "إجراءات أمنية"، في حين لم تُصدر المنظمة أو مكتب الأمم المتحدة في اليمن أي تعليق رسمي حتى الآن.
وجاءت هذه المداهمة بالتزامن مع زيارة رئيس بعثة "أوكسفام" في اليمن، الإسباني فيران بويج (Ferran Puig)، إلى فرع المنظمة في محافظة حجة، الذي كان قد تعرض هو الآخر لاقتحام مماثل من قبل الحوثيين في أكتوبر الماضي.
وتُعد هذه الحادثة جزءًا من حملة تصعيد حوثية تستهدف المنظمات الدولية، إذ لا يزال اثنان من موظفي أوكسفام في صعدة رهن الاحتجاز منذ يونيو 2024، وسط تقارير عن تعرضهما لتعذيب شديد قبل نقلهما مؤخراً إلى أحد سجون جهاز الأمن والمخابرات الحوثي في صنعاء.
وتعمل منظمة "أوكسفام" في اليمن منذ أكثر من أربعة عقود، وتنفذ مشاريع إنسانية وتنموية في مجالات المياه والإصحاح البيئي ودعم سبل العيش وتمكين المرأة والشباب، إلى جانب برامج لحماية الفئات الأشد ضعفًا.
وخلال الأشهر الماضية، وسّعت جماعة الحوثي من هجماتها ضد المنظمات الأممية والدولية، باقتحام مقرات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي وأوتشا وهيومن رايتس ووتش، ومصادرة أجهزة ووثائق حساسة، فضلاً عن تطويق مقرات واحتجاز موظفين محليين ودوليين.
ويحذر مراقبون من أن هذه الانتهاكات المتكررة تهدد بتقويض العمل الإنساني في اليمن، وتعرّض حياة العاملين في المجال الإغاثي للخطر، في ظل صمت دولي متزايد إزاء ممارسات الجماعة المدعومة من إيران بحق المنظمات العاملة في البلاد.
تابع المجهر نت على X
