كشفت أسرة الشيخ صالح حنتوس، أحد أبرز علماء الدين في محافظة ريمة، تفاصيل مروعة حول "جريمة اغتياله المتعمدة" على يد جماعة الحوثي الإرهابية، متهمة الجماعة بالمسؤولية الكاملة عن تصفيته بعد سنوات من الملاحقة والاضطهاد.
وفي بيان رسمي صدر الاثنين، أوضحت الأسرة أن الشيخ قُتل على سطح منزله عقب محاولة اغتيال فاشلة فجراً، أطلقت خلالها عناصر حوثية النار عليه أثناء خروجه من المسجد، قبل أن تتعرض قريته لقصف عنيف استمر لساعات.
وأشارت إلى أن زوجته أُصيبت خلال القصف، كما تم استهداف خزان المياه ومنع إدخال الطعام والشراب، ما فاقم حالته الصحية، مرجحة أنه توفي متأثرًا بجراحه دون تلقي أي إسعاف.
وأكدت الأسرة أن عملية الاغتيال جاءت تتويجًا لسنوات من التضييق بدأت قبل أكثر من عقد، حين رفض الشيخ الانصياع لتوجيهات الحوثيين بتدريس "ملازم الحوثي" في دار القرآن الكريم بقرية الجعفرية، وواصل مهمته في تعليم القرآن الكريم واللغة العربية رغم الحملات المتكررة ضده.
ووفق البيان، كانت الجماعة قد اقتحمت دار القرآن في عام 2022، وصادرت مقره، وأحرقت أجزاءً منه، وأتلفت وثائق الطلاب، ثم حولته إلى مركز تعبئة وتحشيد عسكري. وعلى الرغم من ذلك، واصل الشيخ التدريس في المسجد ضمن حلقة صغيرة بمعية زوجته.
وتابعت الأسرة في بيانها أن الحوثيين حاصروا قريته بأكثر من 100 آلية عسكرية في الحملة الأخيرة، ثم أجبروا الأهالي على دفنه سرًا منتصف الليل، ومنعوا التصوير أو إقامة مراسم تشييع علنية، كما اقتحموا منزله بعد الجريمة ونهبوا محتوياته، في ما وصفته الأسرة بـ"انتهاك سافر لحرمة الميت والبيت".
وفي تصعيد خطير، أكدت الأسرة أن الجماعة اختطفت 12 من أقارب الشيخ بينهم خمسة أطفال، وأخفتهم قسرًا دون السماح بالتواصل معهم أو الكشف عن مصيرهم، وهو ما أثار مخاوف من تعرضهم للتعذيب أو التصفية.
ونفت الأسرة بشدة ادعاءات الحوثيين بأن الشيخ كان يعرقل ما يصفونه بـ"دعم فلسطين"، مشيرة إلى أن الشيخ كان من أوائل الداعمين للقضية الفلسطينية منذ عقود، قبل ظهور الجماعة، وأن خطبه وفعالياته تشهد على ذلك.
واختتم البيان بالتأكيد على احتفاظ الأسرة بحقها القانوني والشرعي في ملاحقة الجناة محليًا ودوليًا، داعية المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التحقيق في ما وصفته بـ"جريمة اغتيال ممنهجة"، ومثمنة كل من عبّر عن تضامنه مع القضية.
تابع المجهر نت على X