إيران تحتفل بوقف إطلاق النار رغم خسائر بشرية واستراتيجية غير مسبوقة (تفاصيل)

إيران تحتفل بوقف إطلاق النار رغم خسائر بشرية واستراتيجية غير مسبوقة (تفاصيل)

رغم الحصيلة الثقيلة في الأرواح والبنية التحتية، خرج آلاف الإيرانيين أمس الثلاثاء إلى ميدان الثورة في طهران، للاحتفال بوقف إطلاق النار مع إسرائيل، عقب 12 يومًا من التصعيد العسكري الأعنف منذ الحرب العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

وأعلنت إيران، عبر وسائل إعلامها الرسمية، أن ما حدث يمثل "انتصارًا استراتيجيًا" على إسرائيل، غير أن حجم الخسائر المعلنة يرسم صورة مغايرة.

وبحسب وزارة الصحة الإيرانية، أدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل 610 أشخاص، بينهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 5,300 آخرين.

كما طالت الضربات تسع مستشفيات وستة مراكز إسعاف، وألحقت دمارًا واسعًا بالبنية التحتية الخدمية والطبية.

في المقابل، شنت إسرائيل أكثر من 1000 غارة جوية على أهداف عسكرية ونووية إيرانية، أبرزها منشأة "نطنز" ومفاعل "خنداب"، إضافة إلى قواعد للحرس الثوري ومصفاة تبريز وسجن إيفين ومراكز أمنية حساسة، ما اعتبره محللون اختراقًا عميقًا للأمن القومي الإيراني.

وتجلت خطورة التصعيد في سلسلة اغتيالات استهدفت قيادات بارزة، من بينهم القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، ورئيس الأركان الفريق محمد باقري، وقائد سلاح الجو أمير علي حاجي زاده، إضافة إلى اغتيال 14 عالمًا نوويًا وثلاثة نواب في البرلمان، في عمليات وصفها مراقبون بأنها "جراح قاتلة في بنية النظام الإيراني".

وفي ردها، شنت إيران هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، أبرزها مطار حيفا ومركز أبحاث "نيشر"، ما أسفر عن مقتل 28 إسرائيليًا وإصابة أكثر من 3,200، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

التصعيد المتبادل دفع الولايات المتحدة للتدخل عسكريًا، حيث أعلنت واشنطن تنفيذ ضربات "نهائية" استهدفت منشآت نووية إيرانية، الأمر الذي ردّت عليه طهران بقصف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر.

وبعد 24 ساعة من بلوغ التصعيد ذروته، قاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جهودًا سريعة لوقف إطلاق النار، مقدّمًا نفسه كـ"ضامن للسلام" في المنطقة.

وبينما تصف طهران نتائج المواجهة بأنها إفشال للعدوان الإسرائيلي الأمريكي، يرى مراقبون أن البلاد خرجت من هذه الجولة وهي مثقلة بخسائر استراتيجية كشفت هشاشة أمنها الداخلي، واختراقًا استخباراتيًا غير مسبوق في صفوف قياداتها العليا، ما يطرح تساؤلات حول جاهزية إيران لمواجهة قادمة.