الحوثيون يصعدّون مجددا في البحر الأحمر بإيعاز إيراني للضغط على واشنطن

الحوثيون يصعدّون مجددا في البحر الأحمر بإيعاز إيراني للضغط على واشنطن

اعتبر باحث متخصص في شؤون جماعة الحوثيين، أن إيران بدأت تُفعّل علنًا ورقة الحوثيين في صراعها مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تهديدات الجماعة باستهداف السفن الأميركية تمثّل أول ثمرة عملية مباشرة لطهران بعد سنوات من الدعم العسكري والاستثماري في الجماعة على حساب اليمنيين. 

وأوضح الباحث والصحفي عدنان الجبرني أن التصعيد الأخير للحوثيين في البحر الأحمر يكشف بوضوح أن دورهم في حرب غزة لم يكن سوى "بروفة تمهيدية"، بحسب تعبيره، لما يحدث اليوم، حيث تعلن الجماعة عن استئناف عملياتها العسكرية البحرية خدمةً لمصالح طهران. 

وقال الجبرني: "الحرس الثوري الإيراني عمل طوال سنوات على تعزيز قدرات الحوثيين، ونقل إليهم تقنيات عسكرية متقدمة ضمن مشروع استراتيجي إقليمي طويل الأمد". 

وسخر من الرأي القائل إن تحركات الحوثيين تأتي بدافع التضامن مع القضية الفلسطينية، معتبرًا أن الجماعة مجرد أداة بيد طهران، تُحرَّك بما يخدم مصالح إيران في لحظات التوتر مع واشنطن وتل أبيب.

وكانت جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، قد هددت باستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا إلى جانب إسرائيل ضد إيران، مؤكدة في بيان رسمي أن أي تورط أميركي في الهجمات على طهران سيقابل برد عسكري مباشر.

ووصفت الجماعة المصنفة على قوائم الإرهاب الأميريكي، الحرب الإسرائيلية ضد إيران بأنها جزء من "مشروع الهيمنة الصهيوأميركي على المنطقة".

ويأتي هذا التصعيد بعد شهر من إعلان واشنطن وقف الضربات على الحوثيين مقابل التزامهم بوقف استهداف السفن، في تفاهمات جرت بوساطة سلطنة عُمان، وقادها المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف.

ورغم أن الإدارة الأميركية قالت إن الجماعة طلبت التهدئة، فإن الحوثيين اعتبروها "انتصارًا سياسيًا وعسكريًا".

ويرى مراقبون أن التهديدات الأخيرة تمثل تصعيدًا خطيرًا يُعيد البحر الأحمر إلى واجهة المواجهة الإقليمية، ويضع اتفاق التهدئة على المحك، في حين يتأكد مجددًا أن الحوثيين يواصلون أداء دور "الذراع البحرية" لإيران كلما اقتضت المواجهة ذلك.