صعّدت جماعة الحوثيين من إجراءاتها الأمنية حول زعيمها عبد الملك الحوثي، في خطوة تعكس قلقًا متزايدًا داخل الجماعة من احتمال تعرض قياداتها لهجمات دقيقة، على غرار ما نفذته إسرائيل ضد شخصيات بارزة في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.
وبحسب ما نقلت منصة "ديفانس لاين" عن مصادر أمنية واستخباراتية، فإن الجماعة عززت من إجراءات العزل والتشديد الأمني حول عبد الملك الحوثي وعدد من أفراد عائلته والمقربين منه، وسط تقارير عن رصد إسرائيلي مباشر داخل مناطق سيطرة الحوثيين، وتهديدات غير مسبوقة باستهدافه شخصياً.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد صرّح مؤخراً قائلاً: "سنطارد عبد الملك الحوثي كما فعلنا مع محمد الضيف ويحيى السنوار في غزة، وحسن نصر الله في بيروت، وإسماعيل هنية في طهران"، في تهديد علني هو الأول من نوعه ضد زعيم الجماعة.
وتعيش قيادة الجماعة، بحسب المصادر، في عزلة متزايدة، حيث يتحصن عبد الملك الحوثي في مواقع تحت الأرض ويتجنب الظهور العلني منذ عام 2015، مكتفيًا بالتواصل مع أتباعه عبر تسجيلات مصورة.
كما اختفى عدد من قادته المقربين عن الأنظار منذ بدء الحملة العسكرية الأمريكية في مارس/ آذر 2025، والتي انتهت منتصف مايو من العام ذاته.
ويأتي هذا التصعيد الأمني في سياق رد الحوثيين على ضربات جوية أمريكية وبريطانية استهدفت مواقعهم منذ يناير الماضي، بعد تصعيدهم للهجمات ضد خطوط الملاحة الدولية.
كما تخشى الجماعة المدعومة من إيران من تكرار عمليات الاغتيال التي طالت حلفاء طهران في سوريا والعراق ولبنان.
وتشير التقارير إلى أن الحوثيين أعادوا هيكلة تنظيمهم الداخلي على نحو يُكرّس المزيد من السرية والانغلاق، في ظل ما تعتبره الجماعة تهديدًا وجوديًا متناميًا، خاصة بعد العمليات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قيادات من الصف الأول في حزب الله وفصائل مسلحة أخرى موالية لإيران.
تابع المجهر نت على X