تحدثت وسائل إعلام أمريكية، عن تحركات خطيرة تجريها جماعة الحوثي في مناطق متاخمة للمملكة العربية السعودية.
وتطرقت مجلة نيوزويك الأمريكية، إلى ما وصفته بالمشكة الكبيرة، التي يسببها توسيع الحوثيين لقواعدهم العسكرية تحت الأرض.
جاء ذلك، عقب كشف صور للأقمار الصناعية، عن قواعد عسكرية للحوثيين في محافظة صعدة، المتاخمة للسعودية، وكذلك في مناطق بالعاصمة المختطفة صنعاء.
وفي هذا السياق، قال نائب اللجنة الإعلامية للحوثيين نصر الدين عامر، لمجلة نيوزويك : "فيما يتعلق بالأنفاق، فهي ليست جديدة على هيكلنا العسكري، وما تم تقديمه لا يكاد يذكر أمام البنية التحتية التي نمتلكها لأنها مجرد أنفاق صغيرة للأفراد".
واستطرد قائلًا: "لكن ما لم يتم طرحه هو بنية عسكرية متكاملة تعتبر من أهم عوامل صمودنا العسكري".
من جهته أشار فابيان هينز، وهو زميل باحث كبير في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) ومقره لندن، والذي قام مؤخراً بتحليل صور الأقمار الصناعية الجديدة لقواعد الحوثيين تحت الأرض في اليمن، إلى القيمة المحتملة لهذه البنية التحتية لاستراتيجية الجماعة وقدراتها.
وقال هينز: "من غير الواضح مدى انتشارها، لكن من العدل أن نقول إنهم يقومون باستثمار كبير في المنشآت تحت الأرض، وربما يكون هذا عاملاً رئيسياً في عقيدتهم القتالية".
ما كشفه هينز من خلال صور الأقمار الصناعية هو علامات على بناء جديد ومداخل أنفاق في منشآت تحت الأرض في قلب محافظة صعدة معقل الحوثيين المتاخمة للسعودية، وفي قاعدة الحفا على المشارف الشرقية لصنعاء وفي قاعدة جبل عطان للصواريخ غرب العاصمة.
وأضاف هينز: "لقد تمكنوا من تجديد المنشآت الموجودة تحت الأرض التي تم تدميرها أو ذات المداخل التي دمرها التحالف الذي تقوده السعودية. لذلك، ما زالوا يعتبرون هذا طريقًا قابلاً للتطبيق للمضي قدمًا".
وتابع إن المرافق تحت الأرض التي لاحظها تحت سيطرة الحوثيين تشمل مداخل كبيرة بما يكفي لاستيعاب المركبات، مما يشير إلى أنها يمكن أن تستضيف أصولًا استراتيجية مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والصواريخ المضادة للسفن.
وأشار إلى إن هذه المواقع قد تدعم أيضًا إنتاج مثل هذه الأسلحة. ولاحظ ووكر ميلز، وهو ضابط في مشاة البحرية الأمريكية درس وقدم تحليله حول حرب الأنفاق، أن الهياكل الجوفية لأنصار الله من المرجح أن تستخدم لتخزين وبناء الأسلحة وحماية العناصر الرئيسية للبنية التحتية العسكرية للجماعة، بما في ذلك مستودعات الإمدادات والسيطرة والتحكم.
ويمكن استخدامها أيضًا لتعزيز العمليات الهجومية أيضًا. وقال ميلز للمجلة: "يمكن للحوثيين إعداد أسلحتهم لإطلاق النار داخل هذه المنشآت، والخروج منها وإطلاق النار، ثم العودة إلى الداخل، وهذا من شأنه أن يحد من تعرضهم للضربات ويحد أيضًا من التحذير من الضربات. لكن القدرة على القيام بذلك تعتمد على كيفية بناء المنشآت ومكانها".
وأفاد ميلز: "قد يكون من الصعب إخفاء وجود منشآت تحت الأرض، ولكن تحديد حجمها وشكلها وخصائصها بالضبط، ناهيك عما يحدث بداخلها، من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، تحديده". وأضاف بأن العمل تحت الأرض هو وسيلة مجربة وحقيقية لإبقاء أفعالك ومعداتك بعيدة عن أعين المتطفلين، وقد نجح ذلك من فيتنام وكوريا الشمالية إلى أفغانستان.
وكان تحليل أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لصور الأقمار الصناعية، كشف أن مليشيا الحوثي التابعة لإيران، تقوم منذ سنوات، بحفر وتشييد منشآت عسكرية تحت الأرض جديدة وكبيرة، وقاعدة صواريخ سكود وانفاق، ما يمكن أن تعزز حمايتها في حال وقوع صراع مستقبلي.
وأكد المعهد الدولي، أن صور الأقمار الصناعية التي استعرضها في تقريره التحليلي، كشفت "قيام جماعة الحوثي الارهابية، بتوسيع كبير للمنشآت العسكرية تحت الأرض".
وفي حين استخدم الحوثيون الكهوف والأنفاق البسيطة في أيامهم الأولى كمجموعة مسلحة، فقد سعوا في الآونة الأخيرة إلى إنشاء منشآت أكبر بكثير، إذ قاموا بتجديد أنظمة أنفاق الجيش اليمني قبل الحرب وبناء مرافق جديدة بالكامل تحت الأرض، وفقا لتقرير المعهد.
وعملت الجماعة الحوثية في تشييد منشآت عسكرية تحت الأرض، يُمكن لها أن تصبح ذات يوم شبكة انفاق معقّدة على غرار شبكة أنفاق حركة "حماس" في غزّة، وحزب الله في لبنان، خصوصا وقد بدأت العمل فيها منذ سنوات، وضاعفت من جهودها عقب الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في ابريل 2022.