أقدمت جماعة الحوثي الإرهابية، على ارتكاب جريمة جديدة بحق الهوية الثقافية لليمن، عبر تدمير معالم بارزة في مدينة الحديدة وتحويلها إلى مشاريع خاصة لصالح قياداتها، في خطوة وصفت بأنها استمرار لسياسة ممنهجة لطمس معالم الحياة المدنية في البلاد.
وأفادت مصادر محلية، أن عمليات التخريب الحوثية شملت سينما "26 سبتمبر" والسينما الأهلية، اللتين تعدان من أقدم وأهم المراكز الثقافية في الحديدة، وارتبط اسمهما بذاكرة أجيال من الفنانين والجمهور على مدى عقود. بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ).
وأوضحت المصادر أن الجماعة تعمل على إعادة تأهيل مباني السينما وتحويلها إلى محلات تجارية تدر أرباحًا لصالح ما يُعرف بـ"المشرفين الحوثيين"، في انتهاك صارخ للممتلكات العامة وحقوق المجتمع.
ويرى مثقفون وناشطون في الحديدة أن هذه الخطوة تعكس الحقد الأيديولوجي للحوثيين على الفنون والثقافة، ومحاولة محو أي مظهر من مظاهر الحياة المدنية.
وأكدوا أن دور السينما كانت تمثل مراكز إشعاع ثقافي وفني، استضافت فعاليات ومهرجانات، وساهمت في إثراء المشهد الثقافي والفني بالمحافظة.
وأشاروا إلى أن السينما الأهلية وسينما "26 سبتمبر" لم تكونا سابقا مجرد مبانٍ لعرض الأفلام، بل فضاءات للتواصل المجتمعي وإحياء الذاكرة الفنية، حيث شهدتا عروضًا لأفلام عربية وعالمية، واحتضنتا ندوات ولقاءات ثقافية شكلت جزءًا من هوية المدينة.
وطالب الأهالي بضرورة تحرك الجهات المختصة والمنظمات المحلية والدولية المعنية بالتراث والثقافة، لوقف عمليات التخريب والنهب التي تطال المعالم التاريخية في الحديدة، والعمل على استعادة ما تم الاستيلاء عليه، والحفاظ على ما تبقى من إرثها الثقافي الذي يتعرض لطمس متعمد تحت سلطة الجماعة المدعومة من إيران.
يأتي ذلك في سياق سلسلة انتهاكات حوثية طالت معالم أثرية وثقافية في عدد من المحافظات اليمنية، في إطار سياسات تهدف إلى إعادة صياغة المشهد الاجتماعي والثقافي بما يخدم أجندات الجماعة الطائفية والسياسية.
تابع المجهر نت على X