أقدمت قوة أمنية في جهاز الأمن والمخابرات التابع لجماعة الحوثي الإرهابية، على اعتقال جلال الرويشان، نائب رئيس وزراء حكومة الحوثيين (غير المعترف بها دوليًا) والمسؤول عن شؤون الدفاع والأمن، من منزله في العاصمة المختطفة صنعاء، وسط تكتم أمني واستنفار واسع النطاق، في تصعيد لافت يعكس احتدام الصراع داخل أجنحة الجماعة المدعومة من إيران.
وأكدت مصادر مطلعة أن عملية الاعتقال جرت في وقت مبكر من فجر يوم أمس الأربعاء، حيث داهمت قوة مسلحة منزل الرويشان واقتادته مع عدد من مرافقيه إلى جهة مجهولة، دون إصدار أي بيان رسمي من الجماعة، ما أثار موجة من التساؤلات بشأن دوافع العملية وتوقيتها.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن التهمة الموجهة للرويشان تتعلق بـ"التخابر"، في ما بدا أنه مؤشر على تصفية سياسية داخلية تعصف بالجماعة، خاصة بعد تقارير عن اختراقات أمنية وتزايد الشكوك حول ولاء قيادات رفيعة في الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين.
ويُعد الرويشان من أبرز الشخصيات الأمنية التي التحقت بجماعة الحوثي عقب انقلابها في 2014، وسبق أن شغل منصب وزير الداخلية، ما يضفي على عملية اعتقاله طابعًا غير مسبوق بالنظر إلى موقعه القيادي داخل البنية الأمنية للجماعة.
ويرى مراقبون أن الحادثة تمثل ضربة قوية لتماسك الجبهة الداخلية للحوثيين، وتعكس تصاعد الصراع بين مراكز النفوذ المتصارعة في ظل تنامي الضغوط الخارجية وتزايد العزلة السياسية، إضافة إلى الضربات العسكرية التي تواجهها الجماعة مؤخرًا.
ويأتي هذا التطور في وقت تواجه فيه جماعة الحوثي المصنفة على قوائم الإرهاب الأمريكية (FTO) انتقادات دولية متزايدة بسبب تصعيد هجماتها على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، في ظل مراقبة إقليمية مشددة لتحركاتها وتراجع واضح في تماسكها الداخلي.
تابع المجهر نت على X