حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن الألغام الأرضية ومخلفات الحرب غير المنفجرة باتت تشكل خطرًا كبيرًا ومستمرًا على حياة المدنيين في اليمن، وتعرقل بشدة جهود الإغاثة والتنمية في البلاد.
وأوضحت اللجنة، في بيان صدر عنها، أن الذخائر المتفجرة تتسبب يوميًا في وقوع إصابات جسيمة بين المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، وتقيّد حريتهم في التنقل والعيش والعمل، خصوصًا في المناطق المتضررة من النزاع المستمر منذ نحو عقد.
وأضاف البيان أن الألغام لا تشكل فقط تهديدًا مباشرًا لحياة المدنيين، بل تسهم أيضًا في تعقيد الأزمة الإنسانية من خلال منع وصول المساعدات، وحرمان السكان من مصادر رزقهم، ومنع الأطفال من الذهاب إلى المدارس، ما يؤدي إلى تفاقم معدلات الفقر والجوع والنزوح.
وأشار الصليب الأحمر إلى أن اليمن يُعد من أكثر الدول تلوثًا بالألغام في العالم، لا سيما في محافظات تعز والحديدة والجوف والبيضاء ومأرب، حيث تحولت مناطق واسعة من الأراضي الزراعية والمناطق السكنية إلى حقول موت.
واتهمت اللجنة جماعة الحوثي باستخدام الألغام بشكل موسّع، مما أدى إلى ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين وسط غياب خرائط دقيقة لتوزع تلك الألغام، وهو ما يعقّد عمليات الإزالة والتطهير.
وبحسب تقارير حقوقية، يُقدّر عدد ضحايا الألغام والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة بالآلاف، معظمهم من الأطفال والمزارعين والرعاة.
وأكدت اللجنة على ضرورة مواجهة هذا التهديد من خلال جهود وطنية ودولية منسقة، تشمل حملات توعية مجتمعية، ودعم برامج نزع الألغام، وتعويض الضحايا، ومحاسبة الأطراف التي تنتهك القانون الدولي الإنساني باستخدام هذه الأسلحة العشوائية.
تابع المجهر نت على X