توفي أحد وجهاء قبائل نهم شرقي العاصمة صنعاء، بعد أيام فقط من الإفراج عنه من سجون جماعة الحوثي، في حادثة مأساوية توضح حجم الانتهاكات التي تطال الشخصيات القبلية.
وأفادت مصادر محلية، أن الشيخ محسن بن صالح عايض العامري النهمي، توفي بعد أن أفرجت عليه الجماعة عقب عيد الأضحى وهو في حالة صحية متدهورة للغاية، وقد بدت عليه علامات الإعياء الشديد وكان في شبه غيبوبة لحظة خروجه، ما استدعى نقله فورًا إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة لاحقًا متأثرًا بما وصفته المصادر بـ "التعذيب الممنهج والإهمال الطبي المتعمد" خلال فترة اعتقاله.
وأكدت المصادر أن الشيخ النهمي تعرض لانتهاكات جسيمة أثناء احتجازه، شملت التعذيب الجسدي والنفسي، وسوء المعاملة، والحرمان من الرعاية الطبية، وهو ما أدى إلى تدهور حالته الصحية وإصابته بمضاعفات قاتلة أودت بحياته خلال أيام قليلة من الإفراج عنه.
وكانت جماعة الحوثي قد اعتقلت الشيخ النهمي ونجله "طالب" قبل عدة أشهر، على خلفية قيادته لتحرّك قبلي طالب بإقالة القيادي الحوثي "عبدالباسط الزيلعي"، المعيَّن من قِبل الجماعة محافظًا لصنعاء، وهو ما اعتُبر حينها خروجًا على الجماعة وتحريضًا ضد سياساتها.
وتكشف هذه الواقعة عن النهج القمعي المتصاعد الذي تنتهجه جماعة الحوثي بحق حتى من كانوا ضمن دائرة الموالين لها، حيث لا تتسامح مع أي صوت قبلي معارض، وتلجأ إلى أساليب القهر والإخضاع لمنع أي تحدٍّ لنفوذها وهيمنتها على المجتمع والدولة.
تابع المجهر نت على X
