قُتل أحد عناصر جماعة الحوثي في محافظة الجوف برصاص زملائه، في واقعة غامضة طُوّقت بتكتم شديد من قبل قيادات الحوثيين، ما يسلّط الضوء على تصاعد وتيرة التصفيات الداخلية والصراع المحتدم بين أجنحة الجماعة.
وقالت مصادر قبلية إن مجموعة من عناصر جماعة الحوثي أقدمت على تصفية "محمد بن محمد حسين الهريشة"، في ظروف غامضة، ووسط تكتّم شديد على ملابسات الجريمة من قبل قيادة الجماعة.
وأفادت المصادر أن الحادثة وقعت دون صدور أي تعليق من سلطات الحوثيين، ما أثار موجة غضب عارمة داخل أوساط أسرة الضحية وقبيلته "سنحان"، التي وصفت الجريمة بأنها "تصفية متعمدة وغدر داخلي"، متهمة الجماعة بمحاولة التستر على الجريمة وإغلاق ملفها دون محاسبة الجناة أو إعلان نتائج التحقيق.
وفي تصعيد قبلي غير مسبوق، أعلنت أسرة القتيل ونخبة من مشايخ سنحان عن نكف قبلي عام، ودعت فيه جميع أبناء القبيلة وقبائل اليمن للمشاركة في وقفة احتجاجية واسعة اليوم الخميس، في وادي الأجبار بمنطقة بيت الجاكي بمديرية سنحان، للمطالبة بتسليم القتلة وكشف ملابسات القضية ومحاسبة المتورطين.
وأكدت المصادر أن حالة من الاحتقان والغليان تسود أوساط القبيلة، وسط اتهامات مباشرة للحوثيين بارتكاب عمليات تصفية داخلية ممنهجة تستهدف عناصرها، خصوصاً من المنتمين لقبائل خارج صعدة أو الذين يظهرون مواقف مستقلة.
ويرى مراقبون أن هذه الحادثة تأتي امتدادًا لسلسلة من التصفيات والاغتيالات الغامضة داخل الجماعة الحوثية، ما يعكس تنامي الصراع بين أجنحتها، لا سيما مع تصاعد الخلافات حول النفوذ والموارد والمراكز القيادية.
وتثير هذه التطورات تساؤلات واسعة حول تماسك الجبهة الداخلية لجماعة الحوثي الإرهابية، وقدرتها على ضبط التوترات المتنامية، خصوصاً في ظل غياب أي آلية واضحة للمساءلة والعدالة داخل بنية الجماعة.
تابع المجهر نت على X