الحوثيون يصعّدون في الحديدة وسط رفض شعبي لحملات التجنيد القسرية (تفاصيل)

الحوثيون يصعّدون في الحديدة وسط رفض شعبي لحملات التجنيد القسرية (تفاصيل)

كثّفت جماعة الحوثي الإرهابية، خلال الأيام الماضية، تحركاتها الأمنية والعسكرية في محافظة الحديدة، عبر اجتماعات مسلحة وخطط انتشار ميداني وتحشيد قسري، في محاولة لرفع حالة الاستنفار وإحكام السيطرة على المحافظة، وسط مؤشرات متصاعدة على تآكل نفوذها واتساع دائرة الغضب الشعبي ضد سياساتها القمعية.

وأفادت مصادر محلية، أن عدة مديريات في الحديدة، شهدت نشر تشكيلات مسلحة إضافية، بعد تلقي الجماعة تقارير عن تصاعد الرفض المجتمعي وتراجع قدرتها على ضبط الأوضاع، ما دفعها إلى توسيع أنشطة الرصد والمتابعة، واستقدام مشرفين جدد، وإلزام أجهزتها الأمنية بتنفيذ حملات تفتيش دقيقة وتحريك فرق استخباراتية لمراقبة التحركات المدنية.

وأضافت المصادر، أن الجماعة أطلقت حملة أمنية موسّعة شملت نشر مسلحيها في الشواطئ والسواحل وتكثيف الدوريات، إلى جانب إعادة توزيع عناصرها داخل مواقع مدنية وخدمية بذريعة حماية المرافق، في خطوات اعتبرها مراقبون محاولات لفرض مزيد من التضييق والهيمنة على السكان.

ويأتي هذا التصعيد بالتزامن مع تدهور حاد في الخدمات الأساسية وغياب أي معالجات حقيقية لمعاناة الأهالي، في وقت تواصل فيه جماعة الحوثي استنزاف موارد المحافظة وتسخيرها لخدمة أنشطتها العسكرية، غير آبهة بالوضع الإنساني المتفاقم.

وفي سياق متصل، أقدمت الجماعة على اعتقال عدد من وجهاء مديرية جبل راس، عقب رفضهم إجبار الأهالي على إرسال أبنائهم إلى معسكرات التدريب، ضمن حملات التعبئة الحوثية، بينما لا يزال الوجهاء رهن الاحتجاز منذ أيام.

وأكدت المصادر أن سكان المديريات الخاضعة لسيطرة الجماعة يواجهون حملة تضييق غير مسبوقة وتهديدات مباشرة وعقوبات تعسفية بسبب رفضهم الانخراط في القتال، رغم معاناتهم من الفقر المدقع وانعدام الأمن الغذائي.

وأوضحت السلطات المحلية التابعة للحكومة الشرعية، أن جماعة الحوثي لجأت إلى أساليب قسرية بعد فشلها في استقطاب أبناء تهامة، مشيرة إلى أن القيادي الحوثي أحمد البشري، مسؤول ما تسمّى "التعبئة العامة"، وعبد الله عطيف المعين من قبل الجماعة محافظاً للحديدة، أجبروا عدداً من الدعاة على المشاركة في تجمع تعبوي أُقيم في مدينة زبيد ضمن حملة التجنيد.

وخلال الاجتماع، أبلغ البشري الدعاة بأن زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي أبدى استياءه من المجتمع التهامي بسبب رفض أبنائه الالتحاق بالتجنيد، رغم أن الحديدة من أكثر المحافظات تضرراً بالفقر والجوع، في اعتراف ضمني بفشل الجماعة في كسر إرادة السكان.

ووجّه البشري تهديدات مباشرة للدعاة، مطالباً إياهم باستخدام منابر المساجد ونفوذهم الديني للضغط على الأهالي وإصدار فتاوى تفرض حمل السلاح، ملوحاً بإلحاقهم وأُسرهم قسراً بدورات طائفية وعسكرية في حال رفضهم تنفيذ الأوامر.

وحذّرت السلطات الشرعية من أن جماعة الحوثي تسعى إلى تحويل الدعاة وزعماء القبائل إلى أدوات لشرعنة التجنيد القسري، مهددة كل من يرفض أو يتأخر باتهامات جاهزة بالولاء للحكومة الشرعية، في مشهد يعكس تصاعد القمع والإفلاس السياسي والأخلاقي للجماعة.