الحوثيون يمنعون خريجات من استلام شهاداتهن بذريعة "مخالفة الضوابط الإيمانية"

الحوثيون يمنعون خريجات من استلام شهاداتهن بذريعة "مخالفة الضوابط الإيمانية"

أصدر ما يُعرف بـ"نادي الخريجين" التابع لجماعة الحوثي في صنعاء، قرارًا بمنع عدد من خريجات كلية الإعلام بجامعة صنعاء من استلام شهادات التخرج والمخصصات المالية الخاصة بحفل التخرج، بذريعة مخالفة ما يُسمى بـ "الإجراءات الإيمانية" أثناء تنظيم الحفل. 

وقالت ريم جمال، رئيسة اللجنة التحضيرية لدفعة "كالبنيان"، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، إن أحد أعضاء النادي أوقف اعتماد شهادات الطالبات ومنع التوقيع على شيك الدعم المالي المخصص لهن، بسبب "وقوفهن لثوانٍ أثناء مرورهن في ممر القاعة يوم الحفل"، معتبراً ذلك مخالفًا لما يسمى بـ "الضوابط الشرعية". 

وأعربت ريم عن استيائها من الإجراء الذي وصفته بـ"التعسفي والمجحف"، قائلة: "تخيلوا تنتهوا من حفل تخرجكم بعد تعب وجهد، ثم يُقال لكم: خالفتم قوانيننا، لن تستلموا لا الشهادات ولا المخصصات المالية". 

وأضافت أن النادي كان قد استدعاها قبل موعد الحفل بيوم، وناقش معها آلية الحفل، مشددًا على ضرورة أن يكون "طبيعيًا وخاليًا من المبالغة"، وأن يتم تجنّب الوقوف الطويل على الممر. وتم التوافق حينها على شكل الحفل، غير أن النادي تراجع بعد تنفيذه، ورفض اعتماد الشهادات. 

وأكدت ريم أن الطالبات حاولن حل المشكلة عبر الرجوع إلى عميد الكلية ثم رئاسة الجامعة، لكنهما تملصتا من المسؤولية، وقالت: "صرنا نتخبط بينهم كأننا قطع شطرنج"، في إشارة إلى حالة التخبط الإداري وغياب المساءلة. 

ويُتهم "نادي الخريجين"، الذي أُسس مؤخرًا من قبل جماعة الحوثي، بأنه أداة للرقابة والتضييق داخل الجامعات الحكومية، خصوصًا في الجوانب الثقافية والاجتماعية والسياسية.

ويفتقر النادي إلى الاستقلالية، حيث يُدار بشكل مباشر من قبل شخصيات مرتبطة بالقيادة الحوثية، ما يجعله وسيلة لضبط الحراك الطلابي وتوجيهه بما يتماشى مع أيديولوجيا الجماعة.

ويحمل النادي سجلًا حافلًا بالانتهاكات، بينها منع فعاليات طلابية، والتحقيق مع أكاديميين، وفرض إجراءات رقابية صارمة على أنشطة التخرج، في وقت تشهد فيه الجامعات اليمنية تراجعًا كبيرًا في الحريات الأكاديمية.

ويرى مراقبون أن مثل هذه التصرفات تعكس سعي الجماعة إلى فرض نمط ثقافي أحادي، وتحويل المؤسسات التعليمية إلى أدوات تعبئة فكرية وأمنية، بعيدًا عن دورها الأكاديمي والتنموي.