تحالف الحوثيين وحركة الشباب يهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن

تحالف الحوثيين وحركة الشباب يهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن

أكدت تقارير أممية وأمنية تشكّل تحالف خطير بين جماعة الحوثي اليمنية وحركة الشباب الصومالية، في مشهد يعيد رسم معادلات الأمن الإقليمي ويهدد أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث يتقاطع نفوذ الحوثيين في غرب اليمن مع تمدد حركة الشباب على سواحل الصومال. 

ووفقًا لتقرير نشرته مجلة New Lines الأمريكية، فإن التنسيق بين الطرفين يشمل تبادلًا للموارد والخبرات، إذ تزود جماعة الحوثي حركة الشباب بأسلحة خفيفة مقابل قيام الأخيرة بتشتيت انتباه الدوريات البحرية الدولية، ما يتيح تمرير شحنات مهربة إلى الموانئ اليمنية. 

وقد أكد مركز أبحاث تسليح الصراعات أن بعض هذه الأسلحة تحمل أرقامًا تسلسلية مطابقة لتلك التي وصلت إلى الحوثيين سابقًا. 

وتؤدي حركة الشباب دورًا مباشرًا في بعض الهجمات البحرية المنسوبة للحوثيين، خاصة في المناطق الواقعة خارج نطاق تغطية رادارات الجماعة، وسط تقارير عن مشاركة مقاتلين صوماليين في تحديد الإحداثيات وتنفيذ الضربات. 

في السياق ذاته، أصبحت موانئ الصومال نقاط ارتكاز رئيسية في شبكة الإمداد الحوثية، حيث تمر عبرها شحنات تحتوي على أسلحة وقطع غيار تُستخدم في تجميع الطائرات المسيّرة والصواريخ داخل اليمن. 

ويشمل التعاون أيضًا بعدًا عقائديًا، إذ زارت وفود تابعة لحركة الشباب و"أرض الصومال" مدينة الحديدة وتلقت تدريبات حوثية، بعضها يشمل دورات في "التعبئة الثقافية".

التحالف الذي بدأ بذريعة "دعم غزة" تطوّر ليشكل مشروعًا جيوسياسيًا أوسع، كما يراه الخبراء، يقوم على تبادل النفوذ واللوجستيات بين فاعلين مسلحين عابرين للحدود، مما يعكس تحول الجماعات من تنظيمات محلية إلى شبكات قادرة على تهديد الملاحة الدولية.

الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية في إفريقيا، حذّر من تعمّق النفوذ الحوثي في شرق إفريقيا، معتبرًا أن تنسيق الحوثيين مع حلفاء في القرن الإفريقي يمثل تهديدًا مضاعفًا لحركة التجارة العالمية.

وكان تقرير أممي قد أشار إلى أن الحوثيين يخططون لتنفيذ هجمات بحرية من السواحل الصومالية، حيث سبق للجماعة أن هددت، في أبريل الماضي، بأن ردها على واشنطن قد ينطلق من "بلد آخر"، في إشارة يُعتقد أنها تعني الصومال.