شنت جماعة الحوثي الإرهابية حملة أمنية مشددة في قرية بني علي بمديرية الحدا، محافظة ذمار، تخللتها اختطافات جماعية وتخريب متعمد لآبار المياه، في تصعيد وصفه الأهالي بـ"الانتقامي" على خلفية نزاع قبلي متجدد.
وأكدت مصادر قبلية متطابقة أن مسلحين تابعين للجماعة اقتحموا القرية خلال الأيام الماضية، ونفذوا مداهمات واختطافات طالت عددًا من السكان، واقتادوهم إلى سجون في مدينة زُراجة، مركز المديرية، دون أوامر قضائية.
ووثّقت مقاطع مصورة، تداولها ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي، قيام مسلحين حوثيين بتخريب البنية التحتية لآبار المياه في المنطقة، من خلال تكسير أقفال المواقع، وتقطيع كابلات الطاقة الشمسية التي تغذي مضخات المياه، ما تسبب في انقطاع الخدمة بشكل كلي وزاد من معاناة الأهالي.
وتأتي هذه الإجراءات في سياق توتر قبلي اندلع مجددًا بين قبيلتي بني علي والخليف–الملحاء في منطقة بني بخيت، إثر خلاف حدودي قديم أسفر مؤخراً عن إصابة المواطن فؤاد الشنفي خلال اشتباكات بين الطرفين.
واتهمت مصادر محلية القيادي الحوثي أحمد عبدالله الشرفي، المكنى بـ"أبو حمزة" ويشغل منصب مدير أمن محافظة البيضاء، بالتقاعس عن التدخل لحل النزاع، ما ساهم في تصاعد التوتر واتساع دائرة الانتهاكات بحق المدنيين.
وأوضحت المصادر أن النزاع شهد انفجارًا مماثلاً نهاية عام 2023، دون أن تتمكن الجماعة من حسمه، مشيرة إلى أن تعمد تجاهل جهود الوساطة القبلية فاقم الوضع وأدى إلى زعزعة الاستقرار المحلي.
وفي موقف تصعيدي، حمّل الشيخ القبلي ناصر علي سعيد البخيتي جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن تداعيات الأحداث، محذرًا من سفك مزيد من الدماء بسبب ما وصفه بـ"التراخي الرسمي والتواطؤ الصامت".
وأكد أن وساطة قبلية مشتركة نجحت في احتواء 95% من الأزمة، لكن ما تبقى من الخلافات لا يزال عالقاً بسبب تهاون السلطات المحلية التابعة للجماعة.
وتُعد مديرية الحدا واحدة من أبرز بؤر النزاعات القبلية في محافظة ذمار، حيث تشهد منذ سنوات موجات متكررة من العنف في ظل غياب أجهزة الدولة المحايدة وهيمنة جماعة الحوثي على مؤسسات الأمن والقضاء.
تابع المجهر نت على X