تشييع شيخ قبلي يتحول إلى رسالة احتجاج صامتة ضد الحوثيين في صنعاء

تشييع شيخ قبلي يتحول إلى رسالة احتجاج صامتة ضد الحوثيين في صنعاء

تحوّل تشييع شيخ قبلي بارز في العاصمة المختطفة صنعاء، إلى تظاهرة سياسية واجتماعية صامتة، عكست اتساع حالة السخط الشعبي والعزلة المتزايدة التي تواجهها جماعة الحوثي، حتى داخل مناطق نفوذها التقليدي. 

وانطلق موكب جنازة الشيخ القبلي وعضو اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، ناجي محمد جمعان الجدري، الأحد، من أمام المستشفى السعودي الألماني، بمشاركة آلاف المشيعين من شيوخ ووجهاء القبائل وأبناء مناطق طوق صنعاء، وصولًا إلى مقبرة كولة جدر في بني الحارث، حيث ووري الراحل الثرى. 

ووفق مراقبين، فإن الحضور الكبير والمميز لشخصيات قبلية واجتماعية مؤثرة، أضفى على الحدث طابعًا يتجاوز وداع شخصية وطنية إلى موقف جماعي ضمني يعبّر عن رفض متصاعد للهيمنة الحوثية، ويبرز وجود شبكات ولاء لا تزال خارج سيطرة الجماعة. 

الصحفي عدنان الجبرني وصف التشييع بأنه "مؤشر قوي على اتساع دائرة السخط الشعبي ضد الحوثيين، ورفض متزايد لنهجهم الإقصائي حتى في البيئات التي يعتبرونها موالية". 

من جانبه، اعتبر وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة المعترف بها معمر الإرياني التشييع بمثابة "تظاهرة سياسية" كسرت حاجز الصمت، وأظهرت أن القبيلة اليمنية "لا تزال تملك قرارها وترفض الخضوع". 

وأشار الإرياني إلى أن الحضور الواسع رغم القبضة الأمنية المشددة، يمثل "دليلًا على عزلة الجماعة المتفاقمة"، ورسالة تؤكد أن "الكابوس الحوثي إلى زوال".

فيما وصفت الناشطة الحقوقية نورا الجروي التشييع بأنه "وداع مهيب لشخصية وطنية رفضت الانكسار"، مؤكدة أنه يعكس وفاء المجتمع لقياداته الصادقة.

وكان الشيخ ناجي جمعان كان قد توفي في القاهرة بعد سنوات من مغادرته صنعاء إثر ما عُرف بـ"انتفاضة ديسمبر" 2017، التي قادها الرئيس الأسبق على عبدالله صالح ضد شركائه الحوثيين وانتهت بمقتله.

ويرى محللون أن هذا التشييع كشف عن تحولات اجتماعية صامتة في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث باتت المناسبات العامة – بما فيها الجنائز – منصات غير مباشرة للتعبير عن الرفض الشعبي، ومؤشرات على إعادة تشكيل التوازنات التقليدية في مواجهة مشروع الجماعة.