أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، وقف الضربات الجوية الأمريكية ضد جماعة الحوثيين في اليمن، مشيرًا إلى أن الجماعة أبدت استعدادًا للتوقف عن القتال، في ما وصفه بـ "خبر جيد" من شأنه أن ينزع فتيل التصعيد في واحدة من أكثر مناطق التوتر إلحاحًا في الشرق الأوسط.
وقال ترامب في تصريحات متلفزة: "الحوثيون قالوا البارحة إنهم لم يعودوا يريدون القتال، وهذه أخبار جيدة"، مضيفًا: "أقبل كلمتهم، وقررنا وقف قصفنا بشكل فوري".
وأضاف: "لا نريد الحرب، وهم لا يريدون القتال بعد الآن"، في إشارة إلى إمكانية فتح باب لحوار غير مباشر أو تهدئة مؤقتة.
ولم يصدر حتى لحظة نشر هذا الخبر أي تعليق رسمي من جانب جماعة الحوثيين بشأن هذه التصريحات، التي تتزامن مع تصعيد غير مسبوق في المنطقة، خصوصًا بعد سلسلة هجمات متبادلة بين الحوثيين وإسرائيل، شاركت فيها واشنطن عسكريًا منذ مارس الماضي.
وكانت الولايات المتحدة قد بدأت حملة جوية واسعة النطاق ضد أهداف حوثية في اليمن في 15 مارس/آذار، رداً على هجمات نفذتها الجماعة على سفن تجارية وعسكرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهي عمليات قالت واشنطن إنها تهدد أمن الملاحة العالمية وتعرض المصالح الأمريكية وحلفاءها للخطر.
وتوزعت الضربات الأمريكية على مواقع عسكرية ومنشآت اتصالات وأنظمة صواريخ ومخازن أسلحة في صنعاء والحديدة وصعدة وتعز، وترافقت مع عمليات استخباراتية وأخرى عبر طائرات مسيّرة. وأكد البنتاغون حينها أن الهدف هو "تحييد قدرات الحوثيين وإضعاف بنيتهم الهجومية".
تصريحات ترامب تأتي في لحظة حساسة، حيث تتشابك الساحات اليمنية والفلسطينية والإيرانية في مسار تصعيدي واحد، وسط تنامي الدور الحوثي كفاعل إقليمي يتجاوز الحدود اليمنية.
وفي حين تفسر بعض التحليلات الموقف الأميركي الجديد بأنه محاولة لفتح نافذة تفاوضية لاحتواء التوتر، يرى آخرون أنه قد يعكس رغبة في تجنب التورط الميداني الأعمق قبل الدخول في أية مغامرات عسكرية أكبر في المنطقة.
ومن المرجّح أن تثير تصريحات ترامب تساؤلات حول مستقبل الاستراتيجية الأمريكية في اليمن، وما إذا كانت تعكس تحوّلاً حقيقياً أم مجرد هدنة مؤقتة بانتظار مواقف أكثر وضوحاً من جانب الحوثيين وحلفائهم الإقليميين.
ويُذكر أن اليمن يشهد منذ 2015 حرباً متعددة الأوجه، تفاقمت بتحوّل الحوثيين إلى فاعل إقليمي مدعوم من إيران، وازدياد تعقيد المشهد في ظل الانخراط الدولي عبر ضربات جوية، وعمليات بحرية، وصراع بالوكالة على أرض اليمن المحاصرة بالحرب والجوع والانهيار الاقتصادي.
تابع المجهر نت على X