اعتبرت دولة قطر أن الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف عاصمتها الدوحة مساء الثلاثاء، لا يمكن التعامل معه كحادثة منفصلة، بل يشكل رسالة تهديد موجهة إلى مجمل دول المنطقة، في محاولة لفرض معادلات جديدة بالقوة.
وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، أن الاعتداء يمثل "إرهاب دولة سافرًا"، مشددًا على أن ما جرى "تجاوز كل القوانين الدولية وتخطى المعايير الأخلاقية"، وأن الدوحة "لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها وسترد بحزم على أي اختراق أمني يستهدفها".
وأوضح أن الضربة الإسرائيلية استهدفت وفد حركة "حماس" المفاوض في قطر، لكنها أخفقت في تحقيق أهدافها المباشرة، فيما أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بينهم نجل القيادي خليل الحية، ومدير مكتبه، وثلاثة من مرافقيه، إضافة إلى عنصر من قوات الأمن الداخلي القطري.
وأشار الشيخ محمد في مؤتمر صحفي إلى أن الأجهزة الأمنية تعاملت على الفور مع الحادث وحصرت الخسائر والضحايا، معتبرًا أن اختيار الدوحة لتكون ساحة الاعتداء لم يكن عشوائيًا، بل يهدف إلى إيصال رسالة ردع لدول المنطقة التي تحتضن أي مساعٍ للتفاوض أو الوساطة.
وأردف: "إسرائيل تريد أن تقول للجميع إنها قادرة على استهداف أي طرف وأي عاصمة، وأنها لن تسمح بمسار سياسي يقيّد عدوانها".
وكشف رئيس الوزراء القطري عن تشكيل فريق قانوني دولي لمحاسبة إسرائيل على الجريمة، محمّلًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن التصعيد، ومتهمًا إياه بأنه "مارق يقود المنطقة إلى حافة الخراب عبر ممارسة إرهاب الدولة ومحاولة جر الجميع إلى دائرة الفوضى".
كما شدد على أن التغاضي الدولي عن أفعال إسرائيل لم يعد ممكنًا، وأن المطلوب اليوم "موقف موحّد يردع هذه الهمجية ويمنع تكرارها"، لافتًا إلى أن الهجوم على الدوحة يجب أن يُقرأ كرسالة تحذيرية موجهة لكل دول المنطقة.
وأضاف أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والتي كانت تُجرى في قطر بطلب من الولايات المتحدة، تعرضت للإفشال المتعمد عبر هذا الهجوم.
كما أكد أن واشنطن أبلغت الدوحة بالعملية بعد عشر دقائق من وقوعها، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصل بأمير البلاد مدينًا الاعتداء، ومؤكدًا أن الهجوم لم يتم بالتنسيق مع إدارته.
وختم رئيس الوزراء القطري بالقول إن "الاستقرار في المنطقة لن يُبنى بالحروب والعدوان، بل بالدبلوماسية والشراكات الإقليمية"، داعيًا القوى الدولية إلى التحرك الفوري لوضع حد للسياسات الإسرائيلية التي تفتح الباب أمام صراع إقليمي واسع.
تابع المجهر نت على X