كشفت عملية توقيف القيادي القبلي محمد أحمد علي الزايدي بمحافظة المهرة شرقي اليمن عن شبكة معقدة من التهريب والتحشيد المسلح، مرتبطة بشكل مباشر بجماعة الحوثي وأذرعها الاستخباراتية واللوجستية في المناطق الحدودية.
وأعلنت السلطات الأمنية أن الزايدي، المُدرج ضمن قوائم المطلوبين، أوقف أثناء محاولته مغادرة البلاد عبر منفذ صرفيت الحدودي مع سلطنة عمان، وبحوزته جواز دبلوماسي غير معترف به صادر عن سلطات الحوثيين، يشير إلى كونه "ضابطًا في القوات المسلحة".
التحقيقات الأمنية كشفت أن الزايدي انتقل من صنعاء إلى المهرة عبر خطوط تهريب صحراوية تمر بمحافظتي الجوف وحضرموت، تُشرف عليها شبكة مرتبطة بالحوثيين، تختص بتهريب الأفراد والسلاح والمخدرات.
وتُدار هذه الشبكة، بحسب المصادر، من قبل القيادي الحوثي عباد صالح عباد الزايدي، الحامل للجنسية العُمانية، والذي يتنقل بين اليمن وسلطنة عمان بهويات مزورة، وفقًا لمنصة "ديفانس لاين".
وبحسب تقارير أمنية واستخباراتية، يتولى مكتب عباد في صنعاء تنسيق عمليات التهريب وتزوير الوثائق، إلى جانب التنسيق مع محطة استخباراتية حوثية تنشط في مسقط تحت غطاء سياسي، يقوده المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام فليته.
ضبط الزايدي جاء مصحوبًا بوثائق حساسة، من بينها جوازات سفر منتهية وبطاقات عسكرية، إضافة إلى وثائق باسم اثنين من أبنائه، أحدهما – ذياب الزايدي – يقيم في عمان ويحمل جنسيتها، ويُشتبه في تورطه ضمن نفس الشبكة.
ورغم نفي أطراف قبلية موالية له علاقته بجماعة الحوثي، إلا أن وثائق رسمية أظهرت منحه رتبة "وزير" من المجلس السياسي للحوثيين عام 2018.
كما شارك الرجل علنًا في فعاليات حوثية مسلحة أواخر عام 2024 ومطلع 2025، دعا خلالها إلى التعبئة العامة والقتال إلى جانب الجماعة، وظهر في مقابلة تلفزيونية على قناة "المسيرة" مجددًا ولاءه الكامل لها.
محاولة الزايدي الأخيرة للفرار عبر منفذ شحن باءت بالفشل، ما دفعه للتوجه إلى منفذ صرفيت، حيث جرى توقيفه. وتبع العملية هجوم مسلح استهدف قوة عسكرية كانت متجهة لتعزيز الموقع الأمني، أسفر عن مقتل العميد عبدالله محمد هادي زايد، قائد كتيبة دبابات في اللواء 137، وإصابة ضابطين، في كمين وصفته وزارة الدفاع بـ"الغادر".
يُذكر أن محمد الزايدي، من مواليد صرواح بمحافظة مأرب عام 1968، شغل سابقًا منصب مدير مديرية صرواح، وكان مرشحًا للبرلمان عن حزب المؤتمر الشعبي العام وعضوًا في لجنته الدائمة، وتنقل في السنوات الأخيرة بين صنعاء، سلطنة عمان، وعدد من الدول العربية.
تابع المجهر نت على X
