عيّنت جماعة الحوثي القيادي الأمني جعفر محمد أحمد المرهبي، المكنّى بـ "أبو جعفر"، مسؤولاً لما يُعرف بـ "جهاز أمن الثورة"، الجهاز الاستخباري الجديد الذي استحدثته الجماعة بهدف تعزيز قبضتها الأمنية على المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتوسيع شبكة القمع والملاحقة بحق المعارضين والمواطنين.
وقالت المصادر إن المرهبي، البالغ من العمر 42 عاماً ينحدر إلى مديرية رازح بمحافظة صعدة، ويُعد من أبرز عناصر الظل في المنظومة الاستخبارية الحوثية، وقد عُرف منذ بداياته ضمن تنظيم "الشباب المؤمن" كأحد من يُطلق عليهم "المكبرين الأوائل"، الذين حملوا شعارات الجماعة المستوحاة من الثورة الخمينية في إيران.
وأشارت المصادر إلى أن المرهبي كان قد صدر بحقه حكم بالإعدام من المحكمة الجزائية في صنعاء عام 2008، بعد إدانته ضمن ما عُرف آنذاك بـ"خلية صنعاء" التي اتهمت بتنفيذ عمليات مسلحة ضد قوات الأمن اليمنية والتخطيط لهجمات على منشآت عسكرية وسيادية.
إلى ذلك، أدانته المحكمة بـ "الاشتراك في عصابة مسلحة، وقتل ضابطي شرطة، ومقاومة السلطات، ومحاولة تنفيذ أعمال إرهابية"، وقضى الحكم بإعدامه إلى جانب سجن باقي أعضاء الخلية لمدد متفاوتة.
لكن عودة المرهبي من حكم الإعدام إلى قيادة جهاز أمني يُعد دليلاً جديداً على الطريقة التي تُعيد بها جماعة الحوثي تدوير كوادرها الأمنية المتطرفة، خصوصاً الذين راكموا خبرات في العمل السري، وتورطوا في انتهاكات جسيمة منذ سنوات ما قبل انقلاب 2014.
وشغل المرهبي مواقع أمنية حساسة، أبرزها المشاركة في تأسيس "الدائرة الأمنية" داخل الجماعة، والتي تطورت لاحقاً إلى ما يُعرف بـ "جهاز الأمن الوقائي الجهادي"، وهو الذراع الأمنية الأكثر خطورة في الجهاز الحوثي، والمسؤولة عن تنفيذ الاعتقالات والاغتيالات والتجسس على السكان والكوادر المعارضة وحتى عناصر الجماعة نفسها.
تابع المجهر نت على X