تحسن العملة الوطنية تربك الحوثي

تتابع جماعة الحوثي تحركات العملة الوطنية في مناطق الشرعية الصاعد مؤشراتها أمام العملات الصعبة دون توقف.. ضربة مفاجئة في مسار الإقتصاد اليمني هزت منظومة الإقتصاد الحوثية القائمة على واقع هش من الطباعة المزورة والرقمنة الوهمي للنقود .

خلال أيام .. المضاربين بالعملة " هوامير الدولار " في وضح النهار دون ضمير او رقيب طيلة فترة الحرب أوقفوا بقرارات دون حرب ، خطوات كانت كفيلة بخلق تحسن ملحوظ في قيمة العملة الوطنية أمام الدولار وسط إشادة محلية وإقليمية ودولية .

المعلومات المسربة من صنعاء ، العاصمة التي تحولت الى مستعمرة إيرانية ، تتحدث عن ثلاثة إجتماعات متتوالية لبنك صنعاء المركزي مع اللجنة الإقتصادية في محاولة لفهم ما لا يُفهم . لماذا تراجع الدولار أمام الريال في مناطق الشرعية ؟ وما تداعيات إغلاق أكشاك الصرافة في مناطق الشرعية ؟

أما مامصير  الطرق الملتوية التي تتسلل منها الدولارات الى مناطق الحوثي فيها جوهر كل إجتماع وبحث يقوم به الحوثيين .

لا شك أن هذا الإرتداد يربك الحسابات الإقتصادية للنظام المصرفي الموازي للجماعة ويدخله في دوامة البحث عن سيولة نقدية لتغطية طلبات التجار  مع زيادة شح الدولار في الأسواق .

محاول بعض وسائل إعلام وناشطو الحوثي التشكيك في صعود الريال وتعافيه ، على إعتبار أنها مؤامرة مؤقته تدفع الناس للتخلي عن ما بحوزتهم من عملة الدولار قبل أن يعاود الريال للإنهيار ، في سردية تكذبها الإجراءات التي يتخذها البنك المركزي في العاصمة عدن يومياً .. 48 محل من محلات الصرافة بين الإيقاف وسحب التراخيص و32 أخرين أمام طاولة المعبقي للمراجعة وفق الأنباء المتداولة .

لا عملة ضُخت ولا وديعة نفعت في إنعاش العملة الوطنية غير تلك الإجراءات التي كان يفترض القيام بها منذ فترة طويلة في إيقاف سوق المضاربين مكمن الخلل الذي كان يتحدث عنه الكثيرين .

 

في المقابل التحسن الأخير في سعر العملة النقدية الوطنية ،الذي نأمل له الإستدامه ،وإن كان ناتج عن تنسيق مشترك بين عدن والرياض ، الحكومة والبنك المركزي ، إلا أنه يعد أحد أهم الخطوات منذ إنتقال البنك المركزي الى عدن ، خطوات في معالجة ملف إقتصادي حُشرت على كاهله تحديات من كل جانب ،كتلة مرتبات المقيمين بالخارج ،موارد محلية ترفض التوريد ، صادرات نفطية أوقفتها مسيرة مفخخة إيرانية الصنع وجدت طريقها الى الحوثيين بتواطؤ غير مفهوم .

رغم هذا المشهد المعقد على الصعيد الإقتصادي تحديداً، لايزال هناك تفاؤل بكورة الثلج التي بدات بالتدحرج منذ أيام قلائل وقلبت المشهد الكائيب بأخبار صراع الساسة الى معركة الريال التي ستنعكس حتماً على الوضع المعيشي للمواطنيين بالتحسن .

فاليوم لا أخبار أخرى غير الأخبار الإقتصادية تتصدر أحاديث الشوارع والمقائل ووسائل التواصل والمواصلات، بعد أن كانت في الهامش ، فجميع الأنظار تلاحق صعود الريال بشغف وتتابع بإهتمام معركة البنك المركزي في سوق العملة .

هذا التفاؤل الذي يسود الشارع اليوم لم يعد يحتمل الخذلان، بأي شكل من الأشكال ، بل يعتبر إختباراً حقيقياً لرئيس الوزراء الجديد سالم بن بريك إذا أراد أن يضع بصمته في أذهان الناس لا في هامش النسيان كما فعل سابقوه . لذا فعليه أن يبذل كل الجهود مستخدماً كل أدوات الدولة في هذا المضمار المليء بالتحديات ونفوذ رؤوس المال الطارئ الذي بنوه خلال الحرب .

صحيح أن أسواق المواد الغذائية والدوائية لا تزال متحفظة في الإستجابة مع  ما يتناسب مع انخفاض قيمة الدولار في تلكؤ واضح ،وأن كان يحمل في بعض جوانبه أحقية الحذر ، الا أنه يطرح تساؤلات مشروعه ما إذا كان حذر طبيعي من تغيرات غير مستقرة أم هناك محاذير أعمق تدار في الخفاء ؟