قالت صحيفة الغارديان البريطانية، إن سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة، على كامل مناطق جنوب اليمن قد تمهّد الطريق أمام إعلان الانفصال، في تطور يُعد ضربة كبرى للسعودية، المنافس الإقليمي للإمارات في الملف اليمني.
وأوضحت الصحيفة في تحليل لها ترجمه "المجهر"، أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي باتت تسيطر على جميع المحافظات الثماني التي كانت تُشكل دولة جنوب اليمن قبل الوحدة عام 1990، بعد تدفق ما يصل إلى 10 آلاف مقاتل خلال الأسبوع الماضي إلى محافظة حضرموت الغنية بالنفط، قبل أن تمتد تحركاتهم لاحقًا إلى محافظة المهرة شرق البلاد.
ووفقًا للتحليل، فإن هذه التطورات تعكس تحولًا استراتيجيًا خطيرًا في موازين القوى داخل اليمن، وتضع المجلس الانتقالي في موقع غير مسبوق للتحكم بمسار مستقبل الجنوب، مؤكدة أن مستقبل المجلس سيظل مرهونًا بالقرارات التي يتخذها داعمه الرئيسي دولة الإمارات.
وفي هذا السياق، أشارت الغارديان إلى تكهنات واسعة تفيد بأن الإمارات منحت الضوء الأخضر للمجلس الانتقالي للتحرك في شرق وجنوب اليمن، بعد غضب أبوظبي من الطلب السعودي المقدم للرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتدخل لإنهاء الحرب الأهلية في السودان.
وأضافت أن الحرب المستمرة في السودان تسببت للإمارات بضرر سياسي وإعلامي بالغ، في ظل اتهامات دولية بدعم وتسليح قوات الدعم السريع، وهي ميليشيا متهمة بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور، ما جعل أبوظبي أكثر حساسية تجاه أي تحركات دبلوماسية قد تعمّق عزلتها أو تضاعف الضغط الدولي عليها.
وحذّرت الغارديان في الوقت ذاته من أن أي إعلان فوري لانفصال جنوب اليمن من قبل المجلس الانتقالي سيكون خطوة سياسية محفوفة بالمخاطر، مشيرة إلى تجارب دول وحركات انفصالية سابقة، من بينها الصحراء الغربية، التي اعتقدت أنها تحظى بدعم دولي للانفصال عن المغرب، قبل أن يتلاشى هذا الدعم لاحقًا.
وخلصت الصحيفة البريطانية في تحليلها، إلى أن المشهد اليمني يتجه نحو أحد أخطر المنعطفات منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء عام 2015، مع احتمالات إعادة رسم التحالفات الإقليمية، وفتح باب صدام سياسي غير مباشر بين الرياض وأبوظبي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من تداعيات أمنية وإقليمية أوسع نطاقًا.
تابع المجهر نت على X
