بين القاصف والمقصوف

ذهابهم بقصف اسرائيلي لا يغير من موقفنا تجاههم على الإطلاق. نحن مقصوفون منهم وبهم.

هم من وضعوا أنفسهم أهدافا باختيارهم.

ما يعنينا أنهم كانوا وزراء مسؤولين يتحملون وزر موقفهم مع عدونا ضدنا وضد قضيتنا،

لم يكونوا في وارد خوض هذا الامتحان الذي نواجهه إزاء مصارعهم على يد إسرائيل، لم نكن يوما في حسبانهم سوى أعداء مرتزقة مستحقين للقتل بأيديهم وأيدي حلفائهم إيران وحزب الله.  

لم يطالبهم أحد بالبكاء على قتلانا ولم نسمع أحدا منهم كتب نعيا في أحد قتلوه منا، يسموننا شهداء ولم نرَ منهم أي شرف في العداوة. ولا نتذكر أن أحدا منهم ترحم أو أبدى هزة تأثر .   

قصفهم من قبل إسرائيل لا يعنينا، ولا يغير من موقفنا تجاه الحوثي وشركائه في الخيانة، هم ضحايا أنفسهم واختياراتهم السيئة، وخيانتهم لقضية شعبهم ووطنهم هذا مبعث الهزء والشماتة، يختصرها العربي في مثل سيار : "يداك أوكتا وفوك نفخ ". 

 إسرائيل لا تمحو جرائم القتلة وخطايا عبيد الكهنوت.     

لماذا نحشر وسط مفاضلات خرقاء؟ نحن ضد الحوثي وكل الخونة معه! إسرائيل عدوتنا مذ كانت.   

نحن لا نختار القاصف إذ نشمت باختيارات المقصوف. 

هذا الخلط تمييع للقضايا الجوهرية، قصف للعقل والمنطق، يوقعنا في تناقضات والتباسات مضرة. 

غزة جرحنا الإضافي واستدعاؤها لتبرير الحوثي إهانة لنضالنا وكفاحنا ضده ، مقايضة رخيصة بغزة، استثمار حرام، مطالبة لنا بتقبل الحوثي كمقابل ،  

تسويغات جزئية لا تلبث حتى تغدو إقرارا جمعيا بالخضوع. ، لسنا مطالبين بذرف الدموع ، نحن النازفين بغزارة ،الواقفين في خطوط التماس في مرمى النيران ،  

يرسل الحوثي صواريخه ومسيراته باتجاه إسرائيل فترد بقصف مضاد، فيقال: قصفت إسرائيل اليمن، انتهكت السيادة وكأنها كانت محمية ومصانة من قبل الحوثي لنتحمل نحن عبء الإنكار والإدانة والندب وليكسب هو ولنخسر نحن، هذا خطل ومحض خبال ،  

أنتم تستدعون إنسانيتكم في الوضع الخطأ ، 

هم حوثة، إسرائيل لا تغير شيئا من هذه الحقيقة، قصفها لا يمنحكم تصاريح لقصف عقولنا وقضيتناالواضحة ، 

 أنتم تبررون الحوثي لا أكثر ، 

القصف المتبادل بين الحوثي وإسرائيل 

لا يغير موقفنا من القاصف والمقصوف 

كلاهما عدو .