العرض العسكري أمام بيت الشيخ عبدالله: مشهد كاريكاتوري لسلطة خائفة

يخرج علينا الح..وثي بعرض عسكري أمام بوابة منزل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر في الحصبة. لا، ليس استعراضا للقوة، بل لضعف صاخب، وخوف جلي، يقفز على عتبة بيت لم يسجد إلا لله، ولم يُقايض مواقفه الجمهورية لا بالدولار ولا بالصرخة.

يحدث ذلك في لحظة تُكتبُ فيها فصول الهوان بمداد الوقاحة، ويختلط فيها صوت البندقية برعشة الفزع.

 

على إنه مشهد لا يُشبه الدول، ولا حتى يشبه العصابات. إنه مسرح عبثي من إنتاج "جماعة تحكم ولا تملك"، وتخاف من كل ظلٍ، حتى ولو كان ظلا جمهوريا عمره قرون.

 

والشاهد إن عبدالملك الح..وثي، بكل ما أوتي من فُصام وارتباك، أراد إيصال رسالة. 

لكنه لم يرسلها بطائرات أو خطابات، بل أرسلها بطابور عسكري في زقاق ضيق لا يسع حتى ذكريات مجلس الشيخ عبدالله، ناهيك عن جنرالاته من ورق. 

أي أراد أن يقول شيئا، ففضحه الفعل قبل أن يُفهم القول. الرسالة؟ "نخاف من هذا البيت. ونتمنى كسره لأننا لا نتحمله".

 

فأي عُقدة يحملها هؤلاء من بيت الأحمر؟ أهو الحضور؟ التاريخ؟ الوقوف مع الدولة في زمن اختبأ فيه آخرون خلف أعمدة الخراب؟ 

أم هو الحنين إلى زمن الخنوع والعبيد، الذي لم يكن لهذا البيت فيه نصيب؟

 

وبيت الأحمر، وخصوصا حمير وصادق وهاشم، ليسوا ملائكة، لكنهم وقفوا يوم انقسمت البلاد، وقالوا: "لا" في زمن الـ"نعم" الخانعة. واليوم، يدفعون الثمن. تماما كما دفعت حاشد، وكما دفع اليمنيون الصادقون.

 

تذكرون في زفاف ال عفاش، صافح هاشم الأحمر طارق. فعلٌ عادي، يُكافأ عليه في دولة، ويُعاقب عليه في سلالة. فجن جنونهم، وكشروا عن أسنانهم المهترئة، وأصدروا أوامر بمنع خروج الشيخ حمير من بيته "إلا للضرورة القصوى". 

وكأننا في حكاية كافكاوية، فيما المنطق يُصلب على باب الحصبة، والعقل يُنفى إلى جبال مران.

 

فيا حوث..ي، هل تظن أن استعراضك في وجه بيت الشيخ عبدالله يُخيف من تشرب الصلابة من مجلس والده؟ أم تظن أن محمد العماد، بصراخه الهستيري عن عدد سيارات حمير، سيعيد ترتيب الجغرافيا؟ الأرض أرضنا، والبيوت بيوتنا، والتاريخ لا يُعيد نفسه إلا على شكل مهزلة، وأنتم الآن المهزلة بعينها.

 

أما قناة بلقيس فمشغولة بـ"شال عيدروس"، بينما يمارس الحوثي أسوأ أنواع العيب القبلي أمام منزل أحد رموز اليمن. والعيب، في العرف اليمني، لا يُغتفر. أنتم تجاوزتم كل خطوط الحياء، واستعرضتم "قوة الضعف" كمن يصيح في قبر مفتوح.

 

لكننا نعرف، أنكم خائفون. تعرفون أن في جينات حاشد ما لا تستطيع الميليشيا فهمه. أن هذا البيت، وإن خسر الكثير، فإنه كسب موقفا لن ينساه التاريخ، حتى لو تكالبت عليه كل لحى الصراخ وتجار الوطنية.

 

وعليه: من يملك إرث الأحمر، لا تكسره العروض العسكرية. ومن يحمل اسمه، لا يُرهبه الجنون الطائفي.

 ومن سار على نهجه، لا توقفه جوقة العماد ولا صراخ شاشة.

 

فيا بيت الأحمر.

 لا عزاء في وقاحة المهزومين.!

قلوبنا معكم ولو كره الكارهون.

 ولو تفننوا في التشويه والتشكيك والتخوين. 

نعرف تماما ما خسرتم، وندرك حجم الحملة التي استهدفتكم بكل نذالة وصمت متواطئ. 

ومع ذلك، نقولها بثبات: تضامننا معكم لا تهزه صرخات المتحاملين، ولا يُرعبه تهديد السلالة. سيخونوننا؟ فليكن.

 طز في التخوين، حين يكون الموقف مع الحق.!